ـ(207)ـ
الجامعات الإيرانية.
ونفس هذا الشعور وجدناه حين زرنا معهد اللغات الشرقية في جامعة الاسكندرية، حيث التقينا رئيس المعهد الأستاذ الدكتور طه ندا وجمعاً من زملائه الكرام.
لقد خرجت من زيارتي لأقسام اللغة الفارسية في الجامعات المصرية بنتيجة هامة هي: أنّ اللغة الفارسية تستطيع أنّ تؤدي في العالم نفس الدور الذي تؤديه اللغة العربية في إيران من تقريب للمشاعر والقلوب، وإقامة جسور حية مباشرة للتفاهم بين الشعوب الإسلاميّة ، وكسر للحواجز النفسية والحساسيات، وتعرف على التراث الأدبي والعلمي الإسلامي.
ولقد سرني جداً أنّ رأيت اللغة الفارسية تدرس في أربع عشرة جامعة مصرية، ويدرسها عدد غفير من الطلبة دراسة تخصصية لنيل درجة "البكالوربوس" أو "الماجستير" أو الدكتوراه فيها، وباعتبارها لغة شرقية لابد أنّ يدرسها طلاب التخصصات الأخرى في العلوم الإنسانية.
ولكن إلى جانب ذلك تأملت جداً من خضوع هذه الظاهرة الإيجابية ـ وأقصد: ظاهرة تدريس اللغة الفارسية في الجامعات العربية ـ للأوضاع السياسية المضطربة المتأرجحة في عالمنا الإسلامي. فقد وجدت ضعف العلاقات السياسية بين إيران ومصر قد أثر بشكل واضح على نشاط تدريس اللغة الفارسية في مصر. وحبذا لو بقيت اللغة العربية والفارسية في إيران ومصروفي سائر أجزاء العالم الإسلامي بمعزل عن طورئ الساحة السياسية، لتخدم تقارب المسلمين وتفاهمهم وتعاونهم العلمي والثقافي.
وإذا ذكرت دور اللغات الإسلاميّة في توثيق عرى التقارب بين المسلمين لا يفوتني أنّ أذكر دور الآداب أيضاً في أداء مهمة التعارف والتفاهم والتقارب. ولقد وجدت في قسم اللغة الفارسية في جامعة عين شمس تفهما لهذا الأمر، وقد كان هذا القسم بصدد الإعداد لندوة "الأدب الإسلامي"، وتفضل السيد عميد كلية الآداب