ـ(158)ـ
2 ـ وعن الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السلام يقول: "ووكل بمحمد ملكاً عظيماً منذ فصل عن الرضاع، يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق، ويصده عن الشر ومساوئ الأخلاق.." (1).
3 ـ ويتحدث الإمام جعفر بن محمّد الصادق ـ عليهما السلام ـ عن ذلك الملك المرافق للنبي صلى الله عليه وآله منذ بداية أمره، فيصفه: أنّه أعظم من جبرئيل وميكائيل عليهما السلام (2).
من نتائج الأعداد الرباني للنبي صلى الله عليه وآله :
من أهم نتائج الإعداد الرباني الخاص للنبي: أنّه بدأ حياته بين الناس نبياً عن الله عز وجل، إلاّ أنّه لم يكلف بالدعوة لرسالته حتّى بلغ الأربعين من عمره الشريف، حيث نزل عليه القرآن الكريم منجماً مؤذناً ببداية الدعوة...
ومن خلال الوثائق التاريخية الدقيقة يتضح أنّ الله تعالى قد صاغ شخصية النبي بمفاهيم القرآن الكريم، وصنعه على عينه بمبادئه، حيث جرت عملية إعداد القائد من قبل الله ـ عز وجل ـ قبل المباشر بإعداد الأمة، كما عبر عن ذلك المفكر الشهيد السيد محمّد باقر الصدر ـ رضوان الله عليه ـ في حديث لـه حول ذلك (3). وكما تفيد قناعات العلماء بذلك حين يؤكدون: أنّ النبي كان يتعبد في بداية حياته بشريعته، لا بشريعة رسول آخر قبله(4).
ولعل القرآن الكريم ـ كما اتخذناه هنا مصدراً للسيرة ـ يعبر عن هذه الحقيقة
_____________________________________
1 ـ بحار الأنوار للشيخ المجلسي 5: 362.
2 ـ راجع تفسير آية (51) من سورة الشورى في تفسير الميزان للسيد المرحوم الطباطبائي (بحث روائي).
3 ـ من كلمة للمفكر الشهيد الصدر (رض) القيت عنه نيابة في احتفال في كلية الاقتصاد في بغداد، ونشرت في "رسالة الجمعية الخيرية" التي كانت تصدر في كربلاء في منتصف الستينات.
4 ـ راجع حق اليقين في معرفة أصول الدين: 13 للمرحوم السيد عبدالله شبر.