ـ(150)ـ
بسبب الحركة التغييرية الكبرى التي أحدثها النبي صلى الله عليه وآله في تاريخ الإنسان، وما صحب ذلك من فعل تاريخي مؤثر، وردود فعل معاكسة من المعارضين للرسالة.
وكان لهذا الاهتمام ما يبرره قطعاً، حيث برز بشكل واضح في مضامين السور القرآنية كلها، حتّى أنّ الاستقراء لآيات القرآن الكريم يطلعنا على رصيد ضخم من أحداث التحرك النبوي العظيم، وما واجهه من صعاب ومعارضة كان القرآن الكريم قد دونها عبر ثنايا المفاهيم التي تتنزل من عند الله تعالى، حتّى أنّ أحداث (السيرة) التي حفظها القرآن الكريم تكاد تؤلف سيرة مميزة بذاتها.
نماذج من السيرة النبوية المطهرة في القرآن الكريم:
وقائع معركة الأحزاب:
[يا أيها الّذين آمنوا إنّ تطيعوا الّذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين _ بل الله موليكم وهو خير الناصرين_ سنلقي في قلوب الّذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأويهم النار وبئس مثوى الظالمين _ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتّى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعدما أريكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين _ إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخريكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون _ ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إنّ الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الّذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله