ـ(148)ـ
ذلك تجاه المسلمين في أنحاء العالم، ويفرحون بما يفعل الصرب في البوسنة والهرسك، واليهود في فلسطين ولبنان تجاه المسلمين، وكأن دم المسلمين وكرامتهم لا تدخل في منطوق قراراتهم.
وكيف كان، فنحن نعلم أنّ انتصار المسلمين الأوائل على أعدائهم لم يكن إلاّ حين ما كانوا يداً واحدة وتمكنوا بها على نشر دين الله وإعلاء كلمة الله، وهداية البشرية وإخراجهم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، ومن جور الطغيان إلى عدل الإسلام، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن الكفر إلى الإيمان. فيجب عليهم أنّ يعتمدوا على أنفسهم مع الاستعانة بالله، ولا يعتمدوا لا على الغرب ولا على الشرق، ويتركوا خلافاتهم ويرصوا صفوفهم، ويجمعوا كلمتهم في مقابل أعداء الإسلام لرد عدوانهم عن المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولإنقاذ أراضي المسلمين من أيديهم، وخاصة أرض فلسطين، لترفرف عليها راية الإسلام مرة أخرى، وينشد المسلمون نشيدهم المدوي (الله أكبر) عليها. فبالاتحاد ونبذ الخلاف يذهب الحزن والخوف، ويحل النظر كما قال تعالى: [ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إنّ كنتم مؤمنين](1).
وفي الختام أسأل الباري أنّ يوحد صفوف المسلمين، ويؤلف بين قلوبهم، ويجمع شملهم، إنه بذلك قدير وبالإجابة جدير.
قال صلّى الله عليه وآله: "الناس كلهم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى".
الدر المنثور 2: 260
_____________________________
1 ـ آل عمران: 139.