ـ(146)ـ
رحمة"(1).
ومهما يكن من أمرٍ فالاختلاف في المسائل الفرعية بين الفقهاء ليس خطراً، وإنّما يكون خطراً إذا صار سبباً للنزاع الذي حذر الله منه بقوله تعالى [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين](2).
أو صار موجباً للتفرقة التي نهى الله عنها بقوله: [واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا](3).
إنّ إخواننا أهل السنة وإن لم يعتقدوا كالشيعة بان أئمة أهل البيت أئمة منصوص عليهم ولكن يحبونهم ويعتقدون في حقهم بأنهم أئمة في العلم والدين، وأنهم سادة لهم فضلهم في الأمة ومكانتهم في الإسلام. ولذا نحن نعتقد بأن المسلمين كلهم سنيون وكلهم شيعة. أما كونهم كلهم سنيين فلأجل أنهم يعملون بسنة رسول الله. وأما كونهم كلهم شيعة فلأجل أنهم يحبون أهل البيت.
وأما بعد وفاة رسول الله وإن اختلف طريق الشيعة وطريق أهل السنة في الوصول إلى سنة رسول الله إذ الشيعة اعتقدوا بأن سنة أئمة أهل البيت موجب لتدوام سنة رسول الله، والسنة اعتقدوا بأن سنة الصحابة موجب لتداوم سنة رسول الله، ولكن هدفهما واحد ومشترك، وهو سنة رسول الله، فكلنا مسلمون.
قال الإمام الخميني رضوان الله عليه: (والذين يثيرون الخلاف بين المسلمين ليسلوا من السنة ولا من الشيعة) (4).
وقال قائد الثورة الإسلاميّة آية الله الخامنئي دام ظله:
(إنّ الّذين يدعون إلى وحدة المسلمين ليسلوا بأعداء الإسلام، وانهم يريدون الخير لأتباع دينهم...، وقال: اعلموا: أنّ أعداء الإسلام يتربصون بكم الدوائر للنيل
_______________________________
1 ـ رواه السيوطي في الجامع الصغير عنه.
2 ـ الأنفال: 46.
3 ـ آل عمران: 103.
4 ـ أقوال السيد الامام الجزء الأول: ص 7.