ـ(137)ـ
الاستخفاف بالنبي صلى الله عليه وآله.
أما أبو علي الجبائي فلا يجيز صدور الصغائر عن الأنبياء، إلاّ إذا كان سهواً، أو عن طريق الخطأ في التأويل(1).
أما الأشاعرة: فيعتقد أكثرهم بأن الكبائر والصغائر لا تصدر تعمداً عن الأنبياء.
ويقول البغدادي:(أجمع أصحابنا على أن الأنبياء بعد البعثة معصومون عن جميع الذنوب)(2).
ويقول الشهرستاني:( القول الصحيح: إن الأنبياء معصومون عن الذنوب الصغيرة كما أنهم معصومون عن الذنوب الكبيرة؛ لأن الصغائر لو تكررت تبدلت إلى كبائر)(3).
ويقول التفتازاني:(مذهبنا: أن الأنبياء لا يرتكبون الذنوب الكبيرة ولا الصغيرة عن عمد، ولو ارتكبوا الذنب الكبير سهواً فإنهم لا يصرون عليه وينتبهون إلى ذلك فوراً)(4).
أما أبو منصور الماتريدي: ـ وهو أحد أئمة الجمهور الذي يتفرد بأسلوب كلامي خاص به ـ فلا يرى جواز ارتكاب الأنبياء للصغائر، وقد ظهر ذلك في شرحه لكتاب أبي حنيفة الموسوم ـ(الفقه الأكبر) علماً بأن مؤلف الفقه الأكبر كان يعتقد بتنزيه الأنبياء كافة عن الصغائر والكبائر والقبائح والكفر(5).
وأما في ما يتعلق بزمان العصمة: فإن رجال الشيعة ـ وكما أسلفنا ـ يقولون
________________________________________
1ـ الجرجاني، شرح المواقف 8: 265، والمغني 15: 310.
2 ـ البغدادي، أصول الدين: 178.
3 ـ الشهرستاني، نهاية الأقدام: 445.
4 ـ التفتازاني، شرح المقاصد 2 : 193.
5 ـ الماتريدي، شرح الفقه الأكبر: 22.