/ صفحه 98/
وقبل أن نعرض لهذه المعارضات نلمع بشيء من أقوال النّاس في عقيدة أبي العلاء.
قال ياقوت في معجم الأدباء: ((وكان متهما في دينه، يرى رأي البراهمة، لا يؤمن بالرسل، والبعث والنشور، وقد أوردنا من شعره ما يستدل به على سوء معتقده(1))).
ويقول في موضع آخر: ((والناس في أبي العلاء مختلفون، فمنهم من يقول: إنه كان زنديقاً، وينسبون إليه أشياء مما ذكرناها، ومنهم من يقول: كان زاهداً عابداً متقللا يأخذ نفسه بالرياضه والخشونة والقناعة باليسير، والاعراض عن أعراض
ــــــــــ
(1) 3 ص 125. ط رفاعى.
الدنيا(1)
وقال عبد الرحيم العباسي في معاهد التنصيص: ((والنّاس مختلفون في أمره، والأكثرون على إلحاده وإكفاره)).
ومما أورده ياقوت من الشعر قول أبي العلاء:
دين وكفر وأنباء تقال وفر(م) * * * قان يُنصّ وتوراة وانجيل
في كل جيل أباطيل ملفقة * * * فهل تفرد يوما بالهدى جيل
وقوله:
ولا تحسب مقال الرسل حقا * * * ولكن قول زور سطروه
وكان النّاس في عيس رغيد * * * فجاءوا بالمحال(2) فكدروه
وقوله:
وهيهات، البرية في ضلال * * * وقد نظر اللبيب لما اعتراها
تقدم صاحب التوراة موسى * * * وأوقع في الخسار من افتراها
فقال رجاله وحى أتاه * * * وقال الناظرون بل افتراها
وما حجّى إلى أحجار بيت * * * كؤوس الخمر تشرب في ذراها
إذا رجع الحليم إلى حجاه * * * تهاون بالشرائع وإزدراها