/ صفحه 87/
ونحن نعلم أن كثيراً من الشعراء المعاصرين وغيرالمعاصرين لا يثبتون في دواوينهم من الشعر إلا ما ترضاه أنفسهم وتطمئن إليه قلوبهم. ولذلك نجد ديوان شوقي ليس هو كل شعره، بل إنه طرح منه كثيراً ولم يعترف بالبعض الآخر.
ونعلم أيضاً أن الشريف المرتضى قد صنع ديوانه بنفسه، وقرىء شعره عليه كما يفهم من دراسة الأصول المخطوطة التي وصلت إلينا. ومعنى ذلك أن ديوان
ــــــــــ
(1) كذا. يريد كشكول البهاء العاملي، وهو محمد بهاءالدين العاملي. أنظر الكشكول مثل ص 335 ـ 336 وغيرها طبع سنة 1302.
المرتضى صار محدوداً بما رسم، لا يجوز أن يضاف إليه إضافة لم يرتضها.
ونحن إذا أخذنا بروح التسامح إضافة بعض الأشعار المنشورة في كتابيه: الشهاب، وطيف الخيال، على ما في ذلك من مخالفة فنية، فإنا نرى في إضافة ما وجد من الشعر في غيرهما من الكتب عدوانا علميا على الديوان; إذ أن هذا الضرب من الشعر هو في موضع الريبة لا يصح أن يطمئن إليه الناشر اطمئنانا علميا كاملا، وكان أجدر به أن يفرده في نهاية الديوان بابا مستقلا.
2 ـ كما ان الناشر قد جانب الترتيب الأصيل للديوان، الذي يظهر أنه روعى فيه التدرج التاريخي. فعمد الناشر إلى ترتيب القوافي على حروف الهجاء غيرمقيد بترتيبه الأول، ذلك ـ كما يقول ـ ((تسهيلا للمراجعة وتشويقا للمطالعة)).
وكان يستطيع أن يبقى الترتيب الأصيل كما هو، ويترك هذا التسهيل الذي يعنيه لمهمة الفهرس، كما يفعل الناشرون في إخراج الدواوين القديمة، فهم لا يتصرفون هذا التصرف الذي يخالف الطريقة العلمية في النشر.
ثم هو نفسه قد اعترف بأن هناك فرقا بين ما قاله المرتضى في الصبا وما نظمه في الكهولة والكبر، ولكنه فرق غير كبير(1). فمهما يكن من فرق فإنه موجب للحافظة على نظام الأصل وترتيبه.