/ صفحه 83/
وكان لديهم كذلك أنواع أخرى من الصيام واجبة أو مستحبة تقع في مواقيت دورية كانوا يقومون بها تخليدا لذكرى وفاة أبنيائهم أو عظمائهم.
ويفهم مما ورد في سفر زكريا أنهم بعد الجلاء إلى بابل كانوا يصومون أياما أخرى كثيرة دورية لذكرى حوادث هامة في تاريخهم، وأنهم كانوا يسمعون كلا منها برقم الشهر العبرى الذي وقعت فيه الحادثة فمن ذلك ((الصوم الرابع)) الذي كان يقع في السابع عشر من الشهر الرابع العربي (تموز، يولية) لذكرى سقوط أورشليم، و((الصوم الخامس)) الذي كان يقع في التاريخ عشر من الشهر الخامس (آب، أغسطس) لذكرى خراب أورشليم والهيكل، ((والصوم السادس)) وهو صوم إستير الذي كان يقع في الثالث عشر من الشهر السادس (آذار، مارس) لذكرى حادثة هامان وأستير(1)، و((الصوم السابع)) في الثالث من الشهر السابع (تشرى، سبتمبر) لذكرى قتل جداليا آخر رئيس على اليهود بعد السبى، والصوم العاشر)) الذي كان يقع في العاشر من الشهر العاشر (طيبت، كانون الثاني، يناير) لذكرى حصار أوشليم.
ــــــــــ
(1) تذكر أسفارهم هامان هذا كان وزيرا لأحد ملوك فارس، وإنه دبر كيدا لإهلاك اليهود، فاكتشفت هذا الكيد إستير زوجة الملك (وكانت من أصل يهودى) وأبطته، وانتهي الأمر بقتل هامان (أنظر القصة كاملة في سفر إستير، وهو سفر صغير يشتمل على عشرة إصحاحات قصيرة) وهامان هذا غير هامان وزير فرعون الذي ورد ذكره في القرآن في آية 38 من سورة القصص وفي آيتي 36، 37 من سورة غافر.