/ صفحه 58/
فلما تولى المنصور بعد السفاح، شخص إليه ابن هرمة فامتدحه فاستحسن شعره وقال له: سل حاجتك.
قال تكتب إلى عامل المدينة ألا يحدنى في الخمر!!
فقال المنصور: هذا حدّ من حدود الله، وما كنت لأعطله.
قال: فاحتل لي فيه.
فكتب المنصور إلى عامله. من أتاك بابن هرمة سكران، فاجلدة مائة جلدة وأجلد ابن هرمة ثمانين!!
فكان الناس يمرون به ـ وهو سكران ـ فيقولون: من يشترى ثمانين بمائة!!
حيلة ثعلب:
ذكر الشافعي: قال: كنا في سفر في أرض اليمن فوضعنا مائدتنا لنتعشى، وحضرت صلاة المغرب فقمنا نصلي، وتركنا المائدة وفيها دجاجتان فجاء.
ثعلب فأخذ إحداهما!!
فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها، وقلنا: حرمنا طعامنا.
وبينما نحن كذلك إذا جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة، فوضعه وبادرنا إليه لنأخذه، فعطف على المائدة فأخذ الدجاجة الأخرى، وإذا الذي ألقاء لِيفٌ قد هيأه مثل الدجاجة.
شريح أدهى من الثعلب:
قيل للشعبي: يقال في المثل: إن شريحاً أدهى من الثعلب وأحيْل، فما معنى ذلك؟
فقال: خرج شريح القاضي أيام الطاعون إلى النجف. فكان ـ إذا قام يصلي ـ يجىء ثعلب فيقف تجاهه ويحاكيه، ويخيل بين يديه، ويشغله عن صلاته!!