/ صفحه 43/
قلت وأحسبنا عدنا للوحدة وحدة المسلمين.. فالإعراب كان جملة أو جملا معترضه.
قال: فالوحدة وما أدراك ما الوحدة.. لقد علموك في الكتاب أن قواعد الإسلام خمس.
1 ـ لا إله إلا الله محمّد رسول الله
2 ـ إقام الصلاة
3 ـ إيتاء الزكاة
4 ـ صوم رمضان
5 ـ حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا.
إذا فكرت في ذلك وجدتها قاعدة واحده والأربع نتائج لها.. لقد كان الإسلام، ولم تكن صلاة ولا صوم ولست بهذا انتقص من قدر الصلاة فهى عماد الدين ولا من قدر غيرها من القواعد وإنما قصار اي إنباؤك أنه(صلى الله عليه وسلم) وآل بيته وصحابته كانت تجمعهم كلمة التوحيد قبل أن يتم الله نعمته على المسلمين بإكمال دينهم إنها لا إله إلا الله محمّد رسول الله.. مقتضاها أو ثمرتها الأولى الأخوة الإسلامية الجامعة المانعة أفلم تعلم أن الرجل من أصحاب محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقتل أباه وأخاه وابن عمه.. لقد قال عبدالرحمن بن أبي بكر رضى الله عنهما بعد أن أسلم لأبيه: لقد أهدفت لى يوم كذا فصددت عنك ولو شئت لقتلتك. قال الصديق: لو أهدفت لي لما صددت عنك ولقتلتك فانظر ماذا ترى أو لم يأتك نبأ الإمام وهو يشيع بني عمه وبني عماته وبني خالاته إلى جهنم لا تأخذه في الله لومة لائم.. ولا يرى لوجوه قريش ـ سادة النّاس حينئذ ـ فضلا على صهيب وبلال وسلمان وزيد وابنه أسامة وابن مسعود.. رويعى غنمنا بمكه ـ على حد تعبير أبي جهل وهو يجز رأسه يوم بدر فإذا ترانى قائلا.. في أي شرع بل في أي عرف يبقى هذا القصص الحق خفيا إلا على القلة القليلة في حين تعرف صغار التلاميذ ومراهقو الطلبة وكهول الثقافة وشيوخ الأدب والتاريخ والفلسفة قصص عطيل ومكبث وتاجر البندقية وآلام فرتر وصلة النهضة الأوربية الحديثة بمدارس يونان وروميا.