/ صفحه 42/
قال: فأنت ترى إلى أي حد يهمنا الإعراب من حيث معناه اللغوي الأصيل ((الابانة)) لا من حيث الشكل فاعلا و مفعولا وحالا وتمييزا ومضافا إليه إلى آخر ما هنالك إنكم لتسخرون من جماعة ((ضرب زيد عمرا)) بوصف كونهم مختلفين لا يفقهون شيئا غيرالكلام الفارغ.. ألا إنها لكبيرة لو كانوا يعلمون.. إن خطر الجهالة ليتهدد المعرفة من حيث لا يشعرون.. لقد حدثنى بعض زملائى في هيئة علمية كبيرة عن قوله تعالى (أنزلناه حكما عربيا) حديثا عجبا أن فقه الكلمة ليس أمرا سهلا إلى الدرجة التي تزعمون وتالله لقد كان لها على عهده(صلى الله عليه وسلم) مدلول يجهله أكثر المتحدثين الآن عن الثقافة والأدب والمسرح والواقعية والوجودية إلى آخر ما قد يخدع صغار المراهقين.. من أجل هذا طالبت منذ أكثر من أربعين حجة أن يتلى القرآن الكريم التلاوة الثانية.. إنه لجد يسير أن تعرف لغة أدبية في بضعة أشهر ولكنه ليس يسيرا أن تتعرف مصادر الثقافة الإسلامية بحيث تفقه القرآن كما كان يفقهه أبوجهل وأبولهب والوليد بن المغيرة ولا أقول آل البيت والصحابة المخلصون.. إن زوج حمالة الحطب وأضرابه من ائمة الكفر لم يؤمنوا لأمر أراده الله فأما فقههم القرآن وتأثرهم به فأمر يصوره لك أحسن تصوير ذلك الذي قتل كيف قد ثم عبث وبسر ثم أدبر واستكبر.. أريد أن أركز على قدر الطاقة فالمسألة تحتمل كتابا ولا يكفيها مقال.. إني أدعو قادة الرأى عندنا أن يتدبروا الأمر قبل فوات الفرصة ولا ينبؤك مثل خبير.. إن مآسى ((شكسبير وكورنى وراش)) ومهازل ((موليير)) وأساطير ((لافونتين)) وأدبنا الشعبى أمور لها أهميتها ما في ذلك شك ولكن ثم أمورا تسبقها في الأهمية.. عربوا قبل كتب ((رينان وجرير ولامانس وتلدكه)) وغيرهم وغيرهم من المستشرقين الذين عرضوا للاسلام ولم يفقهوا منه شيئا.. إنه ما كان ليجوز أن تظل المكتبة العربية حتى أيامنا هذه خلوا من كتب أئمة الكفر الجدد هؤلاء، منقولة ومعلقا عليها، فذلك جد يسير.. لقد كان القدماء أنشط نشاطا وأقدر قدرة وأشمل شمولا فما أحسبهم في المائة الثانية والثالثة للهجرة أبقوا شيئا مما تعرفه النّاس، في اللغات الأخرى، وله علاقة قريبة أو بعيدة بالإسلام.. لم ينقلوه إلى العربية، لقد كان المسرح اليوناني واللاتيني والقصصى، الهندي والفارسي كل أولئك كان معروفا لدى المترجمين الأول ولكنهم أدركوا ـ سجية ـ أن سقراط وافلاطون وارستوت وأضرابهم أولى ثم أولى أن يعرفهم علماء الإسلام.. ثم يأتي القصاصون في الرتبة الثانية أو الثالثة.. أكرر إنى وددت لو ركزت ولكن التفكر يضغطنى ضغطا وتتداعى الفكر ممسكا بعضها برقاب بعض هل انتهينا من الإعراب شكلا وموضوعا.