/ صفحه 404/
بصورة عجز عنها المبشرون المسيحيون، وسيترتب على ذلك أنه ما لم يحدث شىء غير متوقع، فمن المنتظر أن يعتنق زنوج أفريقيا الديانة الإسلامية أكثر من احتمال اعتناقهم للدين المسيحي.
* * *
(ب) تعليق الأستاذ المدني:
النص رقم (17) ص ((343))
((يتكون القرآن من الآيات التي نزلت على محمد...الخ)).
التعليق:
1 ـ يقول المؤلف في هذا النص: ((إن محمداً قد نطق بجزء كبير منه عند ما كان في حالة غيبوبة)).
فإن كان يشير بذلك إلى ما كان يصاحب حالة نزول الوحي عليه من معاناة ومجاهدة، فهذا صحيح، ولكن تلك المعاناة والمجاهدة إنما كانت تحدث وهو يوحى إليه، أي عند التلقي، إنما نطقه بما أوحى إليه فكان بعد أن يسري عنه، فهو إذن لم يكن ينطق بالآيات وهو في حالة غيبوبة.
وإن كان المؤلف يريد ما يصرح به بعض كتاب السيرة الغربيين من أن القرآن ثمرة لنوبات عصبية جعلته ينطق بهذا اللون من الكلام، فذلك غير صحيح، وقد قرر الأطباء أنه لا يعرف مرض عصبي في تاريخ الإنسان يثمر مثل هذه الثمرات العظيمة التي تتجلى في هذا القرآن.
2 ـ وقد وصف المؤلف القرآن الكريم بأنه لغة شعرية التركيب تجمع بين ابتهالات غامضه... الخ. والقرآن كل الوضوح، وليست لغته شعرية وأن كانت عالية قوية، وقد تناول أصول الدين والشريعة على وجه معجز، وكانت ألفاظه وأساليبه في غاية لدقة والتحرير، وبين الزمان والعلم مدى تلك الدقة والعظمة.
* * *