/ صفحه 401/
تعليق على فصل كتبه مؤرخ أمريكي عن الإسلام:
نشرت ((مؤسسة فرانكين)) بالقاهرة كتاباً للمؤرخ (رالف لنتون ـ الأمريكي) ترجمه الدكتور أحمد فخري، وهو كتاب ((شجرة الحضارة))، وقد جاء فيه فصل عن الإسلام، هو الفصل السابع والعشرون (ص 326 من الجزء الثاني).
وقد طلبت ((مؤسسة فرانكلين)) من قضيلة الأستاذ الشيخ محمد محمد المدني عميد كليه الشريعة بالجامع الأزهر، قبل إخراج الكتاب أن ينظر في هذا الفصل، ويكتب ما يراه من تعليق عليه، لينشر هذا التعليق مع الكتاب، وقد استجاب فضيلته لهذا الطلب، وكتب تعليقا ضافيا على هذا الفصل، جاء ـ بتوفيق الله ـ بحثاً علمياً نافعاً، نشر مع الكتاب. وفيما يلي:
(ا) قطعة من الفصل الذي كتبه المؤرخ ((رالف لنتون)).
(ب) ثم تعليق فضيلة الأستاذ المدني عليها.
وقد اخترناهما لما للموضوع من صلة بالتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وإليكم أيها القراء نصهما:
(ا) ما كتبه المؤرخ ((رالف لنتون)):
يتكون القرآن من الآيات التي نزلت على محمد، فسد حاجة طالما شعر بها العرب في حياتهم، وقد نطق محمد بجزء كبير منه عند ما كان في حالة غيبوبة، ولغة القرآن لغة عالية، شعرية التركيب، تجمع بين ابتهالات غامضة، وتحذير للمؤمنين، ويتناول في بعض أجزائه الأخرى أموراً مختلفة.
وبالرغم من أن محمداً لم يعش طويلاً ليضع حداً نهائياً لكل ما استخدم من مشاكل فإنه وضع أسس عقيدة ونظام قانوني أتمها من جاءوا بعده، وورد في القرآن عدد لا يحصى من القواعد الخاصة بالسلوك، وإلى جانب القرآن نفسه فقد كان هناك أيضا الحديث، وهو مجموعة أقوال محمد وأحكامه التي ظل الصحابة يذكرونها بعد موته، وقد روى جزءا منها بعض من عرفوا محمداً في حياته، ولكن يوجد من بينها ما تناقله الرواة عن طريق السماع، وبدأ كتاب الإسلام بعد وفاة النبي يجمعون بحماسة متدفقة كل ما قاله أو حدث له، يجمعون ذلك شاهدوا ذلك بأنفسهم، أو ممن نقلوا عنهم، وقد استمر ذلك طالما كان هناك شخص واحد كان يعيش في أيام النبي، ومن هذه الكتب ذات القداسة الخاصة يمكننا أن ندرس ما