/ صفحه 394/

اتبع وجاء الأمر منه وهو ((اتبع)) في خمسة وعشرين موضعاً منها:
1 ـ (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) 31 / آل عمران، أي فأطيعوني وأسلموا إلى قيادكم.
2 ـ (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) 55 / الزمر، يصح أن يكون المراد بالأحسن في هذه الآية الواضح من الآيات، وأن الله يأمر المؤمنين باتباعه، أي جعله أساساً يحملون عليه غيره من المتشابه.
ويشهد لهذا المعنى أمران:
أحدهما: أن الله تعالى قال بعد ذلك: (أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين) فربط الأمر باتباع الأحسن بالتحذير من هذه الشبهة، وهي مما تلوكه ألسنة الزائغين.
والآخر: أنه تعالى عبر بالاتباع أيضاً في وصف حال المقابلين للمؤمنين حيث يقول: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) 7 / آل عمران.
وقيل: المراد بالأحسن الأجمل، وذلك أن القرآن خير بين القصاص والعفو، ورد العدوان والصفح وإبداء الصدقة وإخفائها، ونحو ذلك، فالأمر باتباع الأحسن هنا على نحو ما جاء في قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن)، (وأن تعفوا أقرب للتقوى)، (وأن تصوموا خير لكم)، (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) ونحو ذلك، وفي الآية وجوه أخرى نضرب عنها صفحا.
تابع وجاء ((تابع)) مفرداً على صيغة اسم الفاعل مرتين، كلتاهما في قوله تعالى: (وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض) 145 / البقرة. أي بمتوجه في عد من يجوز للنساء إبداء الزينة أمامهم: (أو التابعين غير أولى الأربة من الرجال) 31 / النور، وهم الأتباع الخدم الذين ليس لهم في النساء حاجة كالشيخ الفاني ونحوه.