/ صفحه 392/
وجاء ((الماضي بوزن أكرم:
(ا) تارة متعدياً إلى مفعولين، وذلك في موضعين:
1 ـ قوله تعالى: (فأتبعنا بعضا بعضا وجعلناهم أحاديث) 44 / المؤمنون. الكلام في إهلاك الأمم المكذبة، أي فألحقنا بعضهم ببعض في الهلاك، كما تبع بعضهم بعضا في مباشرة أسبابه من الكفر والتكذيب.
2 ـ وقوله تعالى في شأن فرعون وجنوده الذين أغرقوا ونبذوا في اليم: (وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين) 44 / القصص.
أي ألحقنا بهم اللعن وسوء الذكر ما بقيت الدنيا، ومثله الماضي المبني للمجهول: ((أتبع)) وقد ورد في موضعين هما الآيتان: 46 و 99 من هود.
(ب) وتارة متعدياً إلى مفعول واحد:
1 ـ إما بمعنى ((اتبع)) وقد جاء ذلك في ثلاثة مواضع كلها في الحديث عن ذي القرنين، قال تعالى: ((أنا مكنا له في الأرض تمكناً وتصرفاً، ويسرنا له أسباب ذلك من العلم والقدرة والآلات، وقرىء: فاتبع بالافتعال، وكذا هو في آيتي 89 و 92 من السورة نفسها.
2 ـ أو بمعنى ((أدرك)) وذلك في قوله تعالى:
(1) (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) 175 / الأعراف، لما تخلي عن الآيات وجد الشيطان بابا إليه فلحقه وأدركه حتى صار قريباً منه فأغواه، وشبيه بهذا ما جاء في قوله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين) 36 / الزخرف.
(2) (إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين) 18 / الحجر، أي أدركه ولحقه، ومثله ما في 10 / الصافات.
(3) أو بمعنى ((اقتفى أثره)) قاصداً به الشر، وذلك في ثلاثة مواضع، منها قوله تعالى: (وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتبعهم فرعون بجنوده بغياً وعدواً) 90 / يونس، أي سار على أثرهم باغياً عادياً يريد بهم الشر، وكذا هو في 78 / طه، 60 / الشعراء.