/ صفحه 388/
(هـ) ومما جاء بدون ((من)) ليعم ما يقع عليه اسم الظرف قوله تعالى:
1 ـ ((وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا)) 64 / مريم. أي كله.
2 ـ (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم)
12 / الحديد، أي يعم النور ما بين أيديهم وبأيمانهم.
ت ب ب
تب فلان تيب تبا وتبابا ـ من بابي ضرب ونصر ـ هلك وخسر. وتبه: أهلكه. وتبت يداه: ضلتا وخسرتا. وتبيه: أهلكه. والمصدر التتبيب.
ورد من هذه المادة في الكتاب الكريم: ((تب ـ تباب ـ تتبيب))
تب جاء الماضي اللازم من هذه المادة مرتين في آية واحدة، هي قوله تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب) 1 / الحسد.
فجملة: (تبت يدا أبي لهب) دعاء عليه بالهلاك.و الخسار، وجعلت يداه كناية عنه، لأنهما آلة البطش والعمل، فإذا هلكتا هلك، وإذا خسرتا خسر، على حد قوله تعالى: (ذلك بما قدمت يداك) أي بما قدمت أنت، وقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) أي لا تهلكوا أنفسكم.
وجملة ((وتب)) استئنافية، أي وهو قد تب، أخبر بها عن استجابة الدعاء، وحصول الهلاك أو الخسار بالفعل، والعرب تقول: صنع الله بفلان كذا وكذا وقد فعل، ويدل عليه قراءة ابن مسعود: ((وقد تب)).
تباب وجاءت كلمة ((تباب)) في موضع واحد هو قوله تعالى: (وما كيد فرعون إلا في تباب) 37 / غافر. أي في خسار وضياع.
تتبيب وجاءت كلمة ((تتبيب)) في موضع واحد أيضا هو قوله تعالى: (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شىء لما جاء أمر ربك، وما زادوهم غير تتبيب) أي إهلاك وتخسير، ذلك بأنهم خسروا وهلكوا بانصرافهم عن عبادة الله، وزادتهم عبادة آلهتهم إهلاكاً وتخسيراً.