/ صفحه 381/
هذه المادة كثيرة الورود في الكتاب الكريم، فقد جاءت في ثلاث وعشرين وخمسمائة موضع، منها سبعة وخسمون ومائتا موضع في الأفعال وما تصرف منها، وستة وستون ومائتا موضع في ((بين)) خاصة.
وإليك البيان:
جاء ((بين)) الماضي المتعدى في خمسة مواضع، منها قوله تعالى: (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) 118 / البقرة، أي أوضحناها لقوم فيهم استعداد لأن يوقنوا، وأولئك هم المنصفون. وباقيها في: 159، 160 / البقرة، 118 / آل عمران، 17 / الحديد.
وجاء المضارع منه وهو ((يبين)) بمعنى يظهر ويوضح في ثلاثين موضعا، منها قوله تعالى:
1 ـ (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب) 15 / المائدة. كان من شأنهم إخفاء بعض ما في كتبهم بكتمانه تارة، وإغماضه بالتأويل تارة أخرى، فجاء محمد(صلى الله عليه وسلم) بإظهار كثير مما كانوا يكتمون، وإيضاح كثير مما كانوا يغمضون.
2 ـ (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) 4 / إبراهيم، أي ليفهمهم ما أمر بتبليغه بينا واضحا.
3 ـ (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) 44 / النحل، أي لتظهره توضحه توضيحاً ييسر لهم الانتفاع به.
وجاء ((يبين)) غير مشدد ـ من أبان بمعنى أفصح عن مراده وأوضحه ـ في موضع واحد هو قوله تعالى حكاية لما افتراه فرعون على موسى: ((أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين)) 52 / الزخرف، لمزه بما كان في لسانه من عقدة تمنعه بعض الإيضاح، وتجاهل أن الله حلها إجابة لسؤله وليفقهوا قوله.
وجاء ((تبين)) بالتشديد على صيغة الماضي في اثنى عشر موضعاً، منها موضع واحد تعدي فيه إلى المفعول، وذلك هو قوله تعالى في شأن سليمان لما قضى عليه