/ صفحه 380/
والبينة مؤنث البين ـ من بان اللازم ـ وتستعمل بمعنى الدلالة الواضحة عقلية كانت أو حسية.
والبيان: الكشف عن الشيء ـ أعم من المنطق ـ وسمي الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره، وكذلك سمي ما يوضح به المجمل والمبهم من الكلام بياناً.
والتبيان: مصدر كالبيان، وفي صيغته تأكيد لمعناه، وقد جاء بكسر التاء على خلاف المعهود في ((التفعال)) كالتذكار والتكرار، فإنه بالفتح، قالوا: ولم يسمع الكسر إلا في مصدرين: التبيان والتلقاء.
والبين من الأضداد: يطلق على الوصل وعلى الفرقة، ولذلك فسر ((ذات البين)) في مثل قولهم: ((أصلح الله ذات بينهم)) تارة بالأحوال التي تجمعهم من القرابة والصلة والمودة، وتارة بالفساد والعداوة والبغضاء المفضية إلى الفرقة والقطيعة.
و((بين)) ظرف مبهم لا يتبين معناه إلا بإضافته إلى اثنين فصاعدا، أو مايقوم مقام ذلك، مثل: بين البلدين، وبين القوم، ومثل: لا طويل ولا قصير، ولكن بين ذلك. وإذا أضيف إلى ما يقتضي الوحدة كرر مثل: بيني وبينك.
وهو منصوب على الظرفية، وقد يخرج عنها فيعامل معاملة الأسماء، ويجري عليه الإعراب، فمثال الظرفية: صلح ما بين القوم، ومثال الاسمية: صلح بينهم، بالرفع، أي وصلهم.
ويقال: بين يدي فلان، أو بين يدي كذا ـ وإن لم يكن له يدان ـ وبين أيديهم لمعان تفهم من القرائن، منها:
1 ـ جاء بين يديه، أي سابقاً له متقدماً عليه.
2 ـ ووقف بين يديه، أو جاءه من بين يديه، أي أمامه.
3 ـ وهو يعمل بين يدي فلان، أي في خضوع له وتحت سلطانه.
4 ـ وعصفت الريح، أو أبرقت السماء بين يدي مطر شديد، أي قرب هطوله، ويقال: فلان فعل كذا من بين قومه، لإفادة اختصاصه به من دونهم.