/ صفحه 37/
قال شيخى
لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد محمّد بريرى
أبعد قتيل العوص آسى على فتى * * * وصاحبه أو يأمل الزاد طارق
أأطرد نهباً آخر الليل أبتغى * * * علالة يوم أو تعوق العوائق
لنعم فتى نلتم كأن رداءه * * * على سرحة من سرح دومة شانق
لأطرد نهباً أو نرود بفتية * * * بأيمانهم سمر القناد الفتائق
مساعرة شعبت كأن عيونهم * * * حريق الفضا يلقى عليها الشقائق
فعدوا شهور الحرم ثم تعرفوا * * * قتيل أناس أو فتاةً تعانق
عظيم قتيل العوص هذا الرجل الكامل الجسم ـ حتى لكأن رداءه على شجرة علقته ((سرحة شائق)) ذلك التشبيه، تشبيه جسم البطل بالشجرة كثير في كلامهم، فأحد توان عنترة بن شداد مثلا ((بطل كأن ثيابه في سرحه)) هذا الكمال الجسمى تؤيده أطلاق كريمة ـ فصاحبنا رجل جواد لن يأمل الزاد طارق ليل بعده، ومن أجل هذا لن يأسى تأبط شرا على رفيق أو صاحب رفيق بعد مصرعه. يشير إلى أن أقل الرفقة ثلاثة: المتكلم وصاحباه.. لا أمل في اثنين بعد قتيل العوص، ولم يبق إلا المطالبة بثأره.. أفتراه مستطيعاً وجده أن يسوق مال عدوه آخر الليل فمتعلا به يوما؟ أم تراه مضطرا إلى أن يجمع جمعه ويغزو بأولئك الفتية المساعرة الحمر العيون كأنها جمر الفضا سُعر بزيادة الشقائق عليه ـ أنه على حال لن ينتهك حرمة الأشهر الحرم ولعله كان في الثلاثة السرد ولابد أن الواحد الفرد كان قد ولى.. وإذا فقضت فإن العوص قتلى رجالهم وسبايا نساؤهم ((قتيل أناس أو فتاة تعانق)) قلت: عجيب أمر الأشهر الحرم تلك. أنها شي مشترك بين الشعوب القديمة، أجدها في جزيرة العرب وفي البلاد المحيطة بها بل أجدها في قبائل البربر التي غزت أوربا في القرون الوسطى ((هدنة الله وغيرها)).