/ صفحه 347/
ثم تنمو الثقة الكاملة بن الزوجين بدوام الزواج، وتنمو غرائز الحنان بالرأفة والعناية بالطفولة المعصومة التي هي أحوج مايكون إلى هذا البر والعواطف الفياضة. وإذا صلحت هذه الأسر الصغيرة صلح المجتمع الأكبر، لأنه يتكون منها، وينبثق عنها.
وحفظاً لسلامة هذا المجتمع من التصدع والفساد نجد الشارع المقدس يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يكون عضواً فاسداً في مجتمع صالح فحذر الناس من الزنى، وحذر من اللواط، وحذر أن تشيع الفاحشة فتضيع الأنساب، وتهدر الكرامات، وتوأد الأخلاق، وتمتلىء السبل بمشردين ومشردات ممن ليس لهم أب يحميهم، ولا دار تؤويهم، ويقف الشارع الأقدس تجاه هؤلاء وقفة جبار غضوب، لأن الرحمة لا تسع أمثال الذين عم فسادهم، وكثرت جرائمهم، فأمر الله تعالى بإقامة الحد على كل من تعدى حدود الله، تأديباً لهم، وحفظاً للعضو السالم من الفساد.
وقد أودع الله هذه السلطة الشرعية بيد الحاكم الشرعي المجتهد العادل، فهو الذي يحكم بإقامة الحدود بعد أن يكون على بينة من الأمر.
الزنى: ولنأخذ مثلا على هذه الجنايات الفاضحة; فاحشة الزنى التي تهدم العائلة، وتهدد كيان المجتمع لما فيها من تفسخ في الأخلاق، وضرر بالغ في النفوس، ووباء يسري في كل قلب مريض، ونفس خائنة فاجرة.
وقد حذر الله تعالى الناس من السير في هذا السبيل، فقال: ((ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا)) وقد عرف الله تعالى الزاني والزانية فقال: ((الزاني لا ينكح الإ زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم