/ صفحه 283/
الحسب والمجد:
الحسب: من الحسبان، وهو ما يعده الأنسان من مفاخر آبائه. ويقال: حسبُ الإنسان: دينه، ويقال: ماله، وقال ابن السكيت: الحسب والكرم يكون في الرجل، وإن لم يكن له آباء لهم شرف. والمجد لا يكون إلا بالآباء.

الفَرْخ والفَرّوج:
كل بيضة في الأرض، فإن اسم الذي فيها، والذي يخرج منها: فرخ، إلا بيض الدجاج، فإنه يسمى: فروجا ـ بفتح الفاء وتشديد الراء ـ ولا يسمى فرخا، غير أن الشعراء يجعلون الفروج فرج على التوسع في الكلام، ويجوزون في الشعر أشياء لا يجوزونها في غير الشعر، قال الشاعر:
لعمري لأصواتُ المكاكيّ بالضحا * * * وسوء تداعَي بالعشيّ نَواعبُه
أحبّ إلينا من فراخِ دَجاجة * * * ومن ديك أنباط تَنُوس غباغبُه(1)

سبأت وسبيت:
تقول: سبأت الخمر: إذا اشتريتها لتشربها، والسابىء: الخمار. وسبيتها: إذا اشتريتها، لتحملها من بلد إلى بلد. قال حسان بن ثابت:
كأن سبيئة من بيت رأس * * * يكون مِزاجها عسل وماء(2)

ــــــــــ
(1) تنوس: تتحرك. والغباغب: جمع غبغب، وهو اللحم المدلي تحت الحنك كالغبب.
(2) بيت رأس: موضع.

وقال من قبله امرؤ القيس:
ولم أسبأ الزِّق الرِّوِيّ ولم أقل * * * لخيلَ كرِّي كرة بعد إجفال

الشِّعاف والشِّغاف:
في مصارع العشاق جاء قول جرير:
أتزعم أن البيت لا يَشَعف الفتى * * * بلى مثلُ وجدى يوم لبنان يشعف
قال أبو عبيدالله: شعَفه: أي بلغ منه رأس قلبه; فالشعاف: رأس القلب، وشعاف كل شىء: أعلاه. أما الشغاف بالغين، فدم القلب، قال تعالى: ((قد شغفها حبا)) أي: بلغ الحب إلى ذلك المكان، وفي القاموس: الشغاف ـ كسحاب ـ: غِلاف القلب، أو حجابه، أو حبَّته، أو سويداؤه. وقرىء: ((قد شعفها حبا)) و ((قد شغفها حبا)).