/ صفحه 252/
ثم يعلم أن الحقوق والواجبات التي في هذا العقد هي من وضع الله العليم بمصالح العباد، فيجب أن تراعي وتصان، وأن يؤتي بها ولا يفرط فيها.
إنه لخير أن يبقى الوضع كذلك، لا أن يعتقد الزوجان أنهما يتزوجان زواجاً مدنياً ليس فيه إلا رضاهما واتفاقهما.
والآن سنأخذ في حكم آخر عابه المدنيون، وشنعوا عليه، ورأوا أنه له ولأمثاله يجب أن يلجأ إلى القوانين الوضعية ليقتبس منها أحكام الزواج والطلاق.
هذا الحكم هو نكاح التحليل، وهو الزواج الذي قصد منه إحلال الزوجة المطلقة ثلاثا لزوجها الأول الذي طلقها، فقد رأوا فيه أنه وضع شائن للمرأة، وأنه أسوأ وضع شرعي، وأنه حرام ولكن القانون أحله.
قالت السيدة ثريا كامل وكيلة جمعية التضامن الاجتماعي بصدد نكاح التحليل الذي يبيح للمرأة أن تتزوج لمدة ليلة واحدة تعود بعدها إلى زوجها الذي طلقها من قبل ثلاث طلقات، وذكرت أن هذا الوضع فيه مهانة لإنسانية المرأة، وإذلال لشخصيتها، ويجب أن يمحي نهائياً من القانون الجديد.
وقالت السيدة بهيجة حافظ تعليقاً على ذلك:
ورأيي أن المحلل وضع شائن، ولكنه وضع متخلف من وضع خاطىء آخر هو إباحة الطلاق للرجل في أي وقت وكيفما شاء.
فإذا نحن نظمنا الطلاق بحيث لا يقع بإرادة الزوة وحده، ولا يقع إلا إذا كانت له مبررات تقتضيه، فإننا بذلك نكون قد قضينا على نظام المحلل، إذ أن الرجل الذي لم يطلق زوجته إلا بعد أن يرى القاضي أنها تستحق الطلاق من الصعب أن يعود إليها ثانية، وإن عاد فلن يسمح له بطلاقها مرة ثانية أو ثالثة، وعلى ذلك لن تكون هناك حاجة إلى شخص يحلل الرجوع إليها مرة أخرى، إن تنظيم الطلاق هو الذي سيمحو أسوا وضع شرعي بالنسبة للمرأة، سيمحو الحرام الذي يحلله القانون. ا هـ.
ونريد أن نشرح هنا ناح التحليل، وكيف كانوا يرون أنه يحلها للزوج المطلق ثلاثاً.