/ صفحه 212/
داود هم أثبت الناس في زيد(5)بن أسلم، وقال في القريب: صدوق له أوهام. فالحافظ ابن حجر يميل إلى إعطاء الفكرة السريعة الحاسمة من الراوي مجنبا الباحث الخوض في هذه الخلافات بين آراء النقاد، ويمكننا بناء على اتجاه الحافظ ابن حجر أن نحصر درجات الجرح والتعديل بالنسبة للرواة المختلف فيهم في ثلاث درجات فحسب: ممتاز، متوسط، ضعيف، ثم ننظر إلى المراتب الاثنتى عشرة التي ذكرها الحافظ فنستبعد المرتبة الأولى، مرتبة الصحابة; لأنهم يكادون يتفقون على تعديلهم. ثم نعطي المرتبة الثانية 60 درجة، وكل مرتبة تليها تنقص 10 درجات إلى الثامنة، ومن الثامنة حتى نهاية المراتب نعطي صفراً لمن كان من

ــــــــــ
(1) خلاصة ص.
(2) خلاصة ص 173.
(3) الخلاصة ص 284.
(4) الميزان جـ 3 ص 144.
(5) الخلاصة ص 351.

هذ المراتب، ولا نعطي الدرجة إلا مرة واحدة، فإذا قال أكثر من ناقد: ((صدوق)) نعطيه درجة هذه المرتبة مرة واحدة. فيكون مجموع الدرجات 210 يحصل على تقدير ممتاز من حظى الدرجات ما بين 210، 140، وعلى تقدير متوسط من حصل على درجات ما بين 140، 70، وعلى تقدير ضعييف من حصل على أقل من 70.
وهذه الطريقة لا تؤدي إلى تعديل من جرح أو تجريح من عدل، وإنما هي لتيسير إعطاء الفكرة السريعة الحاسمة عن الراوي في حالة اختلاف وجهات النظر فيه، ثم إن هذه التقديرات الثلاث تقابل درجات الحديث الثلاثة من حيث الصحة والحسن والضعف، وتسهل الحكم على أحاديث الراوي المختلف فيه; فممتاز حديثه صحيح، ومتوسط حديثه حسن، وضعيف حديثه مثله.
مثال: إبراهيم بن مهاجر بن جابر المجلي ((انظر قائمة رجال السند)):
قال القطان: لم يكن بالقوى صفر
وقال النسائي: لا بأس به 40
وقال سفيان الثوري: ليس بالقوى صفر
وقال في موضع آخر: ليس به بأس أعطى درجتها
المجموع.......... 40
فهو ضعيف وبهذه ((النتيجة)) وصفه الحافظ ابن حجر في كتابه ((تقريب التهذيب)).