/ صفحه 166/
المتمدينة في هذا العصر لذة ونعيما أكثر مما ذكر بين البدو من الأعراب قبل ثلاثة عشر قرناً)).
هذا وإن القرآن نفسه قد نص على ن هناك لذة من وراء ذلك الوصف الحسي، لذة لا تعد لها لذة، قال الله تعالى: (الذين أحسنوا الحسنى وزيادة).
وهذه الزيادة هي النظر إلى وجه الله تعالى، وهي اللذة الكبرى كما يقول الغزالي وهي التي نيسي عندها أهل الجنة نعيمهم. وقد شهد لها الكتاب والسنة في قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
وروي مسلم في صحيحه عن صُهيب قال:
قرأ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وسلم قوله تعالى: (الذين أحسنوا الحسنى وزيادة) فقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ناد مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً ويريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل، فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه.
وروري الشيخان من حديث أبي هريرة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حاكياً عن ربه: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) وهذا هو معنى قوله تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين).