/ صفحه 162/
ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما ببنهما خمسمائة عام، قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، قال ابن القيم: رشدين ابن سعد عنده مناكير. وقال الدار قطني: ليس بالقوى. وقال أحمد: لا يبالي عمن روي، وقال يحيى بن معين: ليس بشىء.
وروي الطبراني عن أبي أمامة قال:
سئل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الفُرش المرفوعة قال: لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف.
قال ابن القيم في كتابه ((حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)): وفي رفع هذا الحديث نظر.
وذكر ابن القيم في كتابه السابق بعد أن سرد النصوص التي فيها وصف الجنة: ((قد تضمنت هذه النصوص أن لهم فيها الخبز واللحم والفاكهة والحلوى وأنواع الأشربة: من الماء واللين والخمر. وليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء، وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعله البشر)).
وذكر الطبري في تفسيره في سورة (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) عند قوله تعالى: (وسقاهم ربهم شراباً طهوراً): قال أبو قلابة (وهو محدث بغدادي متعبد كثير الصلاة حدث من حفظه ستين ألف حديث. توفي سنة 279 هـ)
((إن أهل الجنة يؤتون بالطعام والشراب ممزوجاً بالكافور والزنجبيل فإذا أكلوا وشربوا ما شاءوا دعوا بالشراب الطهور المذكور فيشربون، فتطهر بذلك بطونهم، ويفيض عرق من جلودهم كريح المسك فتضمر لذلك بطونهم)).
هذا الوقوف الممعن عند الماديات والتمسك الشديد بالحسيات جعل كثيراً من المستشرقين والمجددين المعاصرين يأخذون على المسلمين ولوعهم بالشهوات الجسمانية، ويعيبون على أوصاف الجنة ونعيمها باللذائذ الحسية.
يقول (كارادى فو) في دائرة المعارف الإسلامية: ((إن وصف الجنة هو وصف حسي)).