/ صفحه 150/
وحكى عن الشيخ أبى المغيث اليمني: أنه خرج يوماً ليحتطب.
فبينما هو يجمع الخطب، إذ جاء السبع وافترس حماره، فقال له: وعزة المعبود، ما أحمل حطبي إلا على ظهرك! فخضع له السبع، فحمل الحطب على ظهره وساقه الى البلد، ثم حط عنه وخلاه.
وألْقىَ ببنّان الجمال بين يدي سبع فجعل السبع يشمه ولا يضره.
فلما خرج قيل له: ما الذي كان في قلبك حين شمّك السبع؟
قال: كنت أفكر في اختلاف العلماء في سؤر السبع.
وحج سفيان الثوري مع شيبان الراعي، فعرض لهما سبع، فقال سفيان لشيبيان: أماترى هذا السبع؟ فقال شيبان: لا تخف. ثم أخذ شيبان أذنه فعركها، فبصبص وحرك ذنبه! فقال له سفيان: ماهذه الشهرة؟ فقال شيبان: لو لا مخافة الشهرة لوضعت زادي على ظهره، حتى آتي به مكة!
وكان في دار سهل بن عبد الله التُّسْتَري بيت تسمية الناس: بيت السباع.
وقد كانت السباع تجيء اليه، فيدخلهم ذلك البيت، ويضيفهم، ويطعمهم اللحم، ثم يخلي سبيلهم!!

عتاق للقرآن
في صحيح البخاري عن ابن مسعود: نه كان يقول في سورة بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: إنهن من العِتاق، وهن من تلادي.
العتاق: جمع عتيق. والعرب تسمي كل شيء ـ بلغ الغاية في الجودة ـ عتيقا، يريد تفضيل هذه السور; لما تتضمن من ذكر القصص، وأخبار الأنبياة، وسيِر الأمم.
والتلاد: ما كان قديماً من المال: يريد: أنها من أوائل السور المنزلة في أول الإسلام، لأنها مكية،وأنها أول ماقرىء وحفظ من القرآن.