/ صفحه 149/
تخدمهم الحيوانات:
في الحلية: عن أبي الخير الديلي قال: كنت عند خير النسّاج، فجاءته أمرأة وطلبت أن ينسج لها منديلا.
فطلب درهمين أجرة له.
فقالت: مامعي الساعة شىء، وغداً آتيك بهما ـ إن شاء الله تعالى.
فقال لها: إذا أتيتني ولم تجديني، فارمي بهما في نهر دجلة.
قال: فجاءت المرأة من الغد، وخير النساج غائب، فقعدت ساعة تنتظره. ثم قامت ألقت خرقة في دجلة فيها الدرهمان، فإذا سرطان قد تعلق بالخرقة وغاص في الماء:
ثم جاء خيرٌ بعد ساعة، ففتح حانوته وجلس على الشط يتوضأ، وإذا بسرطان خرج من الماء يسعى نحوه، والخرقة على ظهره. فلما اقترب من الشط أخذها، وذهب السرطان إلى حال سبيله!
قال الديلي: فقلت له: رأيت كذا وكذا، فقال خير: أحب ألا تبوح بهذا في حياتي: فأجبته إلى ذلك.
تخافهم السباع:
قال إبراهيم الرَّقي: قصَدت أبا الخير الديلي مسلّما عليه، فصلى بنا صلاة المغرب ولم يقرأ الفاتحة مستويا.
فقلت في نفسي: ضاعت سفرتي.
فلما أصبح الصباح: قصدت إلى الطهارة، فقصدني سبع، فعدت إليه، وقلت: إن السبع قد قصدني.
فخرج وصاح على الأسد: ألم أقل لك لا تتعرض لأضيافي؟ فتنحى الأسد فتطهرت فلما رجعت قال: أنتم اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد، ونحن اشتغلنا بتقويم الباطن فخافنا الأسد.