/صفحة 431/
يعرف التاريخ فاتحاً أرحم منها. واستمرت كذلك مادامت ملتزمة تعاليم الإسلام الواضحة فلمّا عملت الأطماع عملها في النفوس الضعيفة، وبدأ المسلمون يتنكبون طريق دينهم السمح، تطرق الخلل إلى وحدتهم فتفرقوا وضعفوا وذلوا.
وكتاب "التّعايش الدّينى" دراسة شاملة تعرض فيها المؤلف إلى أعقد مشاكل العالم والحلول التي أرتآها رجال الفكر، وقارنها بالحلول التي اهتمت بها الأديان السماوية وأهم المذاهب التي تفرعت منها. وخلص إلى التقير بأن الحلول التي جاء بها الإسلام، أرسى قواعدها العلمية هي الكفيلة، من بين ذلك جميعه، بإخراج الإنسانية عامة والعرب خاصة من حمى البلبلة الفكرية والتناحر الهدام والتكالب المادى المضلل.
ونطيل كثيراً إذا ما حاولنا نقل نماذج من الدرسات والمقارنات التي قام بها المؤلف لتدليل على صحة ما يرمى إليه. ولكن الإخلاص للحقيقة التي يتوخاها المولف يقتضينا عرض وناقشة بعض أقواله، استدراكا للصواب وابرازاً لفكرة "التعايش الدينى" موضوع الكتاب على أصح وجوهها وأسلمها من المطاعن.
1ـ خلال عرضه للموضوع الأول (طغيان المادية على القيم الروحية) وجه / 22 و23 / يقول:
"ونظر الإسلام بعين الرعاية في أهمية الأموال في حياة الأمم والأفراد لأن المال عصب التقدم في بناء العمارة الشاملة وصرح الحضارة الرفيعة وتأليف الجيوش. ومن أهمية الاقتصاد أن القرآن الكريم قد أورد الأموال سابقة على البنين ليذكر الناس بهذه الأهمية. إذ أن الإنسان بطبعه متفان في أولاده ولكن عليه أن ينظر في أهمية المال الذي تقوم عليه دعائم الدولة. ونرى في الآيات التالية ما يوضح ما ذهبنا إليه بتقديم المال على البنين، تذكرة للناس فقد قال سبحانه وتعالى: