/صفحة 420/
ما هي (الأفعال)؟ ومن هم (المكلفون)؟
(الأفعال):
نجد تفسيرها الواضح دون نص عليه في تقسيم الفقه إلى:
(ا) عبادات خالصة كالصلاة، والصوم، والحج المربوطة بأساس نظامها الاجتماعى.
(ب) ومعاملات اقتصادية كالزكاة والصدقة والبيع، والتجارة، والوكالة، والرهان، والمزارعة والصرف، والمقايضة، والملاحة والصيد وغيرها.
(جـ) وعلاقات اجتماعية كالحقوق والواجبات في الأسرة، والجيرة، والزواج، والطلاق، وغيرها.
(د) وتنظيمات حكوميد كبيت المال، والجيش، والتعليم، والقضاء، والادارة، والجباية، والتوزيع، وغيرها.
هذا التبويب العلمى المصمم للفقه ذاته يفسر لنا غرض الفقه من "الأفعال": هذا المصطلح الذي اعتبره العلم ذاته موضوعه، أو صدر موضوعه مادمنا نستعمل الدقة في تحليل تركيب إضافى.
وإذا كان بناء العلم نفسه يفسر لنا إرادته في موضوعه فلا حاجة إلى استشارة اللغة ولا غيرها من المراجع، فاستشارة مصطلح علمى في مصطلح علمى آخر إذا تقاربا في المدلول يفسد الفهم أكثر مما يصلحه.
كلمة (الفعل) هذه إذن عميقة واسعة لا نضيق بشىء من مهمات الإنسان وحركاتة. إنها تشمله كل عمل يصدر عن إنسان في دولة الإسلام، إنها تسع رسالة إنسانية ذات منهج دولى له خططه في مختلف ميادين البناء العقدى، والمادى، والعقلى، والاجتماعى، والاقتصادى، وفي نطاق لا محدود من الأرض. . الكوكب كله وطنه، وفي ظرف لا محدود من الزمن. . المستقبل كالحاضر من لحظاته وهنيهاته.