/صفحة 403/
جار الله:
كان الزمخشرى ـ رحمه الله ـ قد سافر إلى مكة المكرمة، وجاور بها زمانا، فصال يلقب: جار الله لذلك. وصار هذا الاسم علما عليه.
وكانت إحدى رجليه ساقطة، فكان يمشى في جارن خشب.
وقالوا ـ في سبب سقوطها ـ إنه كان في بعض أسفاره ببلاد خوارزم، فأصابه ثلج كثير وبرد شديد في الطريق، فسقطت منه رجله.
وكان بيده محضر فيه شهادة خلق كثير ممن اطلعوا على حقيقة ذلك، خوفا من أن يظن أنها قطعت لريبة.
وفي قول بعض المتأخرين من المؤرخين: إن الزمخشرى ـ لما دخل بغداد ـ اجتمع بالفقيه الحنفى الدامغانى، فسأله عن سبب قطع رجله.
فقال: دعاء الوالدة، وذلك أنى كنت في صباى أمسكت عصفوراً وربطته بخيط في رجله، فأفلت من يدى، فأدركته ـ وقد دخل قى شق، فجذبته فانقطعت رجله في الخيط!!
فتألمت والدتى لذلك، وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت رجله!!
فلما بلغت سن الطلب، رحلت إلى بخارى فسقطت من الدابة فانكسرت رجلى، وعملت علىّ عملا أوجب قطعها.
الكذب المباح:
روى: أنه لا كذب في ثلاثة مواطن. كذب في حرب، وكذب في إصلاح بين الناس، وكذب الرجل على امرأته ليرضيها.
وعن على ـ (عليه السلام) ـ: الكذب كله إثم إلا ما نفعت به مسلما، أو دفعت به عن دين.
عداوة اللئام:
مما نسب إلى الشافعى قوله:
بلاء ليس يشبهه بلاء *** عداوة غير ذى عرض ودين
يبيجك منه عرصا لم يصنه *** ويرتع منك في عرض مصون
في العجز عن زيارة الرسول:
قال ابن العريف:
شدوا المطىّ، وقد نالوا المنى بمنى *** وكلهم بأليم الشوق قد باحا
سارت ركائبهم تندى روائحها *** طيباً بما طاب ذاك الوفد أشباحا
نسيم قبر النبى المصطفى لهم *** روح إذا شربوا من ذكره راحا
ياواصلين إلى المختار من مضر *** زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر وعن قدر *** ومن أقام على عذر كمن راحا