/صفحة 374/
وأهم ما يجب عليهم في سبيل الاحتفاظ بمعهدهم الأكبر، وكفالة الحياة المثمرة النافعة له أن يفكروا داثما فيما يجعله متطوراً متجاوبا مع الأمة في حدود رسالته التي يحمل لواءها، فإن التطور والتجاوب هما أبرز علامات الحياة، كما أن الجمود والركود; هما أظهر علامات الموت، وأول مقدمات الانحلال الذي يعقبه الفناء.
* * *
وكلية الشريعة هي أهم ركن من الأركان الأساسية العلمية، التي يقوم عليها صرح الجامعة الأزهرية.
وفيها معنى الانفراد برسالة معينة لا يشاركها في القيام عليها كلية أخرى في أية جامعة من جامعات العالم.
إنها الكلية التي تختضن الشريعة الإسلامية أصولها وفروعها، وتدرسها دراسة عميقة مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، كما تختضن الأصول العلمية والعقلية المستندة إلى هذين المصدرين الساميين، وهي في سبيل ذلك تدرس الفقه في مدارسه المختلفة، التي الصطلح الناس على تسميتها بالمذاهب، وتدرس أصول الفقه التي هي قوانين الفهم والاستنباط لدى أصحاب تلك المدارس. وتدرس "فقه القرآن والسنة" الذي اصطلح الناس على تسميته بدراسة آيات الأحكام، وأحاديث الأحكام، وتدرس كل ما يعين على تسديد الخطوات المنهجية في ذلك كله من، منطق، ورواية، ومصطلح، وتاريخ للمذاهب أو للرجال.
وكان ينقصها أمران أساسيان، فلم ير العهد الجديد، عهد الإصلاح في الأزهر، بدأ من استكمالهما. وهذان الأمران هما:
1ـ استيفاء أركان المقارنة في الفقه المقارن بين المذاهب الإسلامية.
2ـ والتزود من الدراسات القانونية بما يفتح للناظر في الشريعة آفاقا جديد