/صفحة 30 /
صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ورد عن النبى أنه قال: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
10ـوإن الإسلام قد اتجه إلى تنمية الموارد ما أمكنت التنمية، وإن ذلك بلا ريب مبنى على الرحمة العامة الشاملة، وقد وردت النصوص الدينية داعية إلى تنمية المال وتثميره 7واعتبار ذلك صدقة مقبولة، فقد قال عليه السلام: "مامن مسلم يزرع زرعا، أو يغرس غرسا، فيأكل منه إنسان أو دابة إلا كتب له به صدقة" وقد قال عليه السلام: "من أحياأرضاً ميتة فهى له" وذلكليشجع المؤمن على عمارة الأرض وإصلاحها، ولتتحقق له الخلافة الإنسانية الكاملة في هذه الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسدفيها، ويسلفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إنى أعلم ما لاتعلمون" وإن الله قدر فيما قدره أن يسخر كل ما الكون من مصادر النفع تحت سلطانه، وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ليكون القسط والعدل بين الناس فيما يعملون. ولقد جعل الإسلام لولى الأمر سلطان الإشراف على كل ما يكون فيه تنمية للمال بإحياء مواته، ولذا ورد أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لايحل للمسلم إلا ما تطيب به نفس إمامه" ولذلك قرر بعض الفقهاء أن الملكية في الأرض الميتة لا تتم لمن أحياها إلا بإذن من الإمام، فله الإشراف على توزيع الأموال التي ليس لها مالك أماما لها مالك، فإن لها حكما آخر سنبينه في غضون بحثنا إن شاءالله تعالى.
11ـ وإنه في سبيل استغلال كل الثروات حث الإسلام على العمل وإتقانه كما أشرنا، فقد قال تعالى: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" ودعا إليه، وإن القوى العاملة ثروة في ذاتها، إذا عملت فكثرة العدد اعتبره الإسلام ثروة، ولم يعتبره عبئا، ولذلك حث على كثرة النسل لتكون تلك الثروة الإنسانية العاملة التي هي مصدر كل الثروات. ولم يفرق الإسلام بين عمل يدوى، وعمل غير يدوى، بل إنه حسَّن العمل اليدوى، ودعا إليه، فقد قال الصلاة والسلام: "ماأكل لبن آدم طعاماخيراً من