/صفحة 296/
مع كثرة دورانها في التعليق وإنما يذكرها الصبان (1) لا في ذلك الباب (باب ظن وأخواتها). ولكن عند الكلام على " كم" الخبرية وأنها من المعلقات قائلا: إن كل ماله الصدارة يعّلق، فمن أين اللباحث الذي يقرأ أحكام التعليق في موطنها الطبيعي أن يعرف أن لها بقية لم تذكر في هذا الموطن الأصلي وإنما ذكرت في موطن آخر لم تسبق إليه إشارة. ولم يتقدم عليه ما يوجه إليه الأنظار، أو أنها ذكرت في ركن من أركان الحاشية عرضاً عند الكلام على أداة أخرى بمناسبة طارئة ؟
ومثل ذلك ما ورد في حاشية الصبان في باب التصغير حيث قال ما نصه:
(قال في التسهيل: يحذف لها أي لأجل تلك الياء (ياء التصغير) أول ياءين َليِتَاها فيقال في تصغير " عليّ" عُلْى بحذف أولى الياءين اللتين وليتاها. . . اهـ.
فالنص صريح هنا في باب التصغير أن أول ياءين بعدها يحذف. على حين لو رجعت إلى الأشموني باب المنادي المضاف لياء المتكلم لوجدت تنبيهات، الثاني منها خاص بالكلام على: بنَيَّ وأن ياءه الأخيرة مفتوحة أو مكسورة وكلاماً هناك يدل على جواز أن الياء المحذوفة ليست هي التي تلي ياء التصغير بل يجوز أن تكون هي أو أن تكون ياء المتكلم. وآثاره التي تخالف آثار الآخر. فلم تجزأ القاعدة في كتاب مطول كهذا، ولا تذكر كاملة وافية في هذا الباب أو ذاك أو فيهما معاً وهو الأحسن ؟
وهذا العيب كسابقه في أسبابه ونتائجه ووسائل علاجه.
* * *
بقيت مشكلة أخيرة؛ هي: اللغة التي صيغ بها النحو، والطريقة التي ألّف بها؛ فليس من شك أنهما لا يناسبان ناشئة اليوم، ولا من قطعوا في تعليمهم العصري مراحل أو فرغوا منه؛ فهم جميعا سواء أمام لغة الكتب النحوية القديمة المعقدة، وطريقتها الملتوية هم عاجزون أمامها وإن تفاوتت الكتب

ــــــــــ
(1) الصبان، التنبيه الثاني عند الكلام على: لعل.