/صفحة 267/
الإنسان مَلك وبهيمة:
يقال: إن الإنسان يضارع المَلك بقوة الفكر والتمييز، ويضارع البهيمة بقوة الشهوة والغداء.
فمن صرف همته إلى رتبة الفكر والتمييز، حتى يرى بهما عاقبة فعله، فحقيق أني لحق بالملائكة، فيسمى ملَكا لطهارة أخلاقهن ومن صرف همته إلى رتبة القوة الشهوانية بإيثار اللذة البدنية؛ بأكل كما تاكل الأنعام، فحقيق أن يلحق بالبهائم: إما غُمراً كالثور، أو شرها كالخنزير، أو ضَرِيّا كالكلب، أو حقودا كالجمل، أو متكبرا كالنمر، أو روّاغا كالثعلب، أو جامعاً لذلك كالشيطان.
الوجه عنوان الإنسان:
يقول ابن الرومي في ذلك:
له محيّا جميل يُستدل به على جيمع وللبُطنان ظُهرانُ
وقلّ من أضمرت خيرا طويتُه إلا وفي وجهه للخير عنوان
من وصف الأخلاق:
يقولون: فلان؛ خلقه كنسيم الأسحار، على صفحات الأزهار. أخلاق هي المسك لولا فأرته(1)، والورد لولا مرارته، والماء لو لا إسراعه إلى الكدر، والروض لو لا حاجته إلى المطر.
حياء الرسول:
كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشد حياء من العذارء في خدرها.
وكان إذا كره شيئاً عُرِف في وجهه.
ومن قول ابن المعتز في الوجه الحيى.
ويظل صّباع الحياء بخده تَعبِاً يعصفر تارة ويُورِّد

ــــــــــ
(1) فأرة المسك: وعاؤه تهمز ولا تهمز.