/صفحة 266/
من ثمرات المعقول والمنقول
للأستاذ علي الجندي
ــــ
العصامّي والعظاميّ:
من أقوالهم: كن عصاميّا لا عِظاميّا. ومعناه: لا تفخر بشرف آبائك، ولكن بما يؤثر من أنبائك.
وعصام المشار إليه: كان رجلا سُوقه، ثم صار حاجبا للنعمان بن المنذر، فسئل عن سبب وصوله إلى هذه المنزلة العالية، والرتبة الحالِيَة، فقال:
نفسُ عصام سوَّدت عصاما وعلّمته الكرَّ والإقداما
وصيّرته مَلكا هماما
وقالوا: شرف الأعراق، يحتاج إلى شرف الأخلاق، ولا حمد لمن شرف نسبه، وسخف أدبه.
ويحكي: أن رجلا من بني هاشم تخطئ رقاب الناس في مجلس أحمد بن أبي دواد.
فقال له أحمد: يا بني، الأدب ميراث الأشراف، ولست أرى عندك من سلفك ميراثا.
فاستحسن كلامه من حضر مجلسه.
وفي العصامية يقول ابن الرومي:
وما الحسب الموروث لادرَّ دره يفيد الغني إلا بآخرَ مُكتسب
فلا تتكل إلا على ما فعلته ولا تحسبنّ المجد يورث بالنسب
وليس يسود المرء إلا بنفسه وإن عدَّ آباء كراما ذوى حسب