/صفحة 194/
5 ـ طَمأن. يعده الصرفيون النحاة مجردا " لعدم وجود فَعْأل في زعمهم وأوزانهم " مع وجود " طَمَنَ " في معاجم اللغة، ومثل هذا كثير في صيغ جموع التكسير وصيغ المصادر والصفات المشبهة وأحكام النسب والمجرد والمزيد و. . . و. . .
من الأمثلة السابقة ونظائرها يتبين أن النحو يجافي اللغة في نواح كثيرة، ولا يسير معها في طريق واحد على غير ما يرجى منه ويؤمل فيه. وسواء أكان السبب خفاءَ كثير من الثروة اللغوية على النحاة الأوائل، أم كان السبب تعويلهم على لهجات عربية دون أخرى. . أم غير ذلك مما لا يعنينا اليوم معشر المستعربين الذين لا يريدون إلا الكلام الصحيح والكتابة السليمة، ولا يهمهم في قليل أو كثير تلك الآراء وما وراءها ـ ما من شك في وجوب التوفيق بين الاثنين، والاستقرار على رأي موحد بينهما قدر الاستطاعة، والمسارعة لذلك غير مُغْفلين حال المتعلمين والأدباء اليوم، حيث يرجع أكثرهم إلى اللغة ومظانها، ليستعين بها فيما هو بصدده من طلب معونة أو إزالة شبهة، كالبحث عن ضبط كلمة ووزنها، أو مفردها وجمعها، أو معناها مجردة ومزيدة. . . فيجد المراجع ميسرة، والغاية قريبة، وندر من يرجع في كل معضلاته إلى المظان النحوية حيث يضل فيها، وقد يصعب عليه أن يعرف مكان مسألته من تلك المراجع التي يغرق فيها غير المتخصصين.