/صفحة 164/
أو عيهل بالتخيف لكان من كامل السريع، والأول كما تراه من مشطور السريع، وإنما هذا الشد في الوقف، فأجراه الشاعر للضرورة حين وصل مجراه إذا وقف(1).
على أن الذين يضيقون بالقافية، ويشكون من التزامها في القصيدة كلها يستطيعون أن ييسروا على أنفسهم بتغيير القافية كل ثلاثة أبيان على الأقل، فإذا القصيدة كأنها عدة قصائد قصيرة في قصيدة طويلة(2).
أما الوزن فما أحسب أن بهم حاجة إلى تغييره بعد كل ثلاثة أبيات، فالمعروف أن الشاعر كلما مضى في النظم على وزن أسلس له، وسهل عليه.
بقي أن نقول إن لجنة الشعر في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، قد احسنت كل الإحسان، إذ أبت أن تقبل في كتاب " المختار من الشعر الحديث "، إلا ما كان آخذاً من شعر الشباب على النهج القويم في الوزن والقافية، فإنها بهذا، وهي بمكان الإشراف والرعاية والتشجيع قد وضعت الأمر في نصابه، وأعلنت عملا غيرتها على تراثنا من الشعر أن يعبث به عابث، أو يغير من خصائصه قاصر مفتون، بدعوى التحرر والتجديد.
وخير ما نختم به هذه الكلمة قول رئيس اللجنة في تقديم الكتاب المذكور: " ولا شك أن هذا الإبداع المستقل ـ مع هذه المطالب المنوعة ـ برهان عملي على صلاح الشعر العربي لمختلف المطالب والمعاني في هذا الزمن، وبين شعراء هذا الجيل وشهادة محسوسة بكفاية الأوزان العربية لما يتلطبه الشعراء منها، فإن طواعيتها في يد الشاعر القادر على تطويعها حقيقة بينة في هذه المختارات، تغني عن الإسهاب في مناقشة الدعاوي المتعجلة التي يغتر بها القاصرون عن النظم والتعبير، على هذا الفن الجميل، وعلى كفاية أوزانه لألفاظه ومعانيه ".

ــــــــــ
(1) راجع اللسان (عهل) المغتل: الذي اغتل جوفه من الشوق والحب والخزن كغلة العطش. البازل: الناقة طلع نابها، ويكون ذلك في تاسع سنيها. الوجناء: الناقة الشديدة. العيهل: الطويلة.
(2) حاشية الدمنهوري الكبرى على متن الكافي.