/ صفحه 93/
لما علمت الدوله التركية بحركة التمرد في بوسنة وهرسك تحت قيادة بيتر مركونيتش، جد ملك يوغوسلافيا الأخير بيتر الثاني أرسلت إليهما جيشاً قوياً بقيادة البطل الغازي مختار باشا فقمع الفتنة ودحر المتمردين بتخفيف الضرائب عنهم وتركهم يعينون الشرطة " البوليس " من أبناء بوسنة وهرسك، فقبل السلطان هذه المطالب بإرادة عالية أصدرها في 12/12/1875، ولكن الدول الثلاث لم تكتف بهذا بل أشركت فرنسا وإيطاليا وأخيراً انكلترا في تقديم مذكرة وضعها الغراف أندراشي رئيس وزراء النمسا إلى الباب العالي في 31/1/1876 بمطالب جديدة أهمها تشكيل لجنة من أهالي بوسنة وهرسك يكون نصفها من المسيحيين والنصف الأخر من المسلمين لمراقبة تنفيذ ما جاء في الإرادة العالية المذكورة، فقبل السلطان هذه المطالب أيضا، وأصدر في 13/2/1876 إرادة عالية بالعفو عن المتمردين وتخفيف الضرائب، ولكن الدول لم تفعل شيئاً لتهئة العصاة في بوسنة وهرسك، فتمادوا في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم، وقامت صربيا وبلغاريا والجبل الأسود بالاستعداد لمحاربة تركيا والانتقام من الإسلام باسم الصليب، واندفع أنصار الباطل في أوربا يشيعون أن الدولة العثمانية بربرية تسفك دماء المسيحيين وتهتك أعراض نسائهم وتخرب بيوتهم وكنائسهم، وغير ذلك من الأكاذيب، واستغلوا حادث قتل قنصلي ألمانيا وفرنسا في أحد مساجد سلانيك شر استغلال للدعاية ضد الإسلام، واشتد نشاط المتمردين في بوسنة وهرسك وعلقوا رجوعهم إلى الهدوء والسكينة على تنفيذ الشروط التي بعثوا بها إلى دول أوربا وهي:
أولا: أن تعطي الدولة التركية للمسحيين ثلث الأراضي التي بيد المسلمين.
ثانياً: أن تصلح لهم المنازل التي هدمت بسبب الثورة، وأن تساعدهم بالمال، وأن تقدم لهم الثيران اللازمة لحرث الأرض.
ثالثاً: أن تعفيهم من الضرائب مدة ثلاث سنوات.
رابعاً: أن تجلو العساكر التركية النظامية من بلاد بوسنة وهرسك وسنجق