/ صفحه 8/
ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ". وقوله تعالى: " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء، أتقولون على الله ما لا تعلمون، قل أمر ربي بالقسط، وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وأدعوه مخلصين له الدين ".
وفي تقرير البعث والجزاء وتقريبه لعقولهم بما يعرفون في أنفسهم وبما يرون من إحياء الأرض بالنبات جاء قوله تعالى: " كما بدأ كم تعودون ". وقوله تعالى: " وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالا، سقناه لبلد ميت، فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات، كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون ". وتقول في استبعادهم أمر الساعة واستبطائهم أمر الآخرة: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها؟ قل إنما علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو، ثقلت في السموات والأرض، لا تأتيكم إلا بغتة، يسألونك كأنك حفىٌ عنها، قل إنما علمها عند الله، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".
وفي الرسالة بوجه عام، جاء قوله تعالى: " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ". وقوله: " وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضّرعون ". وقوله: " تلك القرى نقص عليك من أنبائها، ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل:. وقوله إرشاداً إلى سنة الله التي يبنى عليها تنظيمه لخلقه: " يا بني آدم إما يأتينكم رسل يقصّون عليكم آياتي، فمن أتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ". وقوله حكاية لقول الرسل السابقين: لأقوامهم: " أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون:.
وقوله: " لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ".
وهكذا إلى سائر ما تضمنته آيات القصص في هذه السورة، وقد جاء فيما يتعلق بالرسالة في هذه السورة قوله تعالى حكاية عما ينطق به أهل الجنة بعد أن يدخلوها فرحاً بإيمانهم، واستبشاراً بمكانتهم لقد جاءت رسل ربنا بالحق ". وحكاية عما ينطق به أهل النار ويسجلونه على أنفسهم بعد أن يدخلوها، حسرةً على ما فاتهم من إيمان،