/ صفحه 66/
قال شيخي
لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد محمد بريري
ـــــ
قال شيخي:
وكادت وبيت الله أطناب ثابت تقوض عن ليلي وتبكي النوائح
غلام نما فوق الخماسي قدره ودون الذي قد ترتجيه النواكح
وقد أنسيت باقي المقطوعة، وهي لتأبط شراً.
قلت: فذلك الأغاني أو ما شئتم من مراجع الشعر القديم كيما نرى الباقي.
قال: ره إن شئت فذلك شأنك.
أما محل الشعر فقصة ذلك الغلام الذي يتصيد الأرانب البرية حين عرض له تأبط شراً فرماه فأخطأه، فكره هو الغلام فقتله، فهو يقول إنه كاد أن تتقوض يداه عن ليلاه (يعني قوسه) إثر رمية الصبي فتبكيه نوائحه، ولكنه نجا وما كاد، وقتل ذلك الغلام الذي ما زاد على خمسة أشبار إلا أنه ليس بعد صالحاً لأن يكون زوجاً ترجوه النساء.
قلت: فعلة دنيئة، فقد كان حرياً أن يعفو عن الغلام وليت شعري لماذا رماه؟ لابد أن حركة عدائية بدت من ذلك العداء فأراد الصبي أن يدفع عن نفسه حين رمى فأخطأ الرمية: إن الأفكار لتتداعي، وإنه ليحضرني الآن قصة دريد ابن الصمة مع غلام آخر هو ربيعة بن مكدم: كان دريد على رأس طائفة من قومه يؤم بهم حيث شاء الله أن يغيروا، فإذا ظعينة تبدو ومعها فتى لما يتجاوز طراوة الصبا، فقال دريد لأحد رجاله دونك فأقتل الغلام وهات الظعينة.
فقال ربيعة للظعينة حين رأى ذلك العادي عليها.
سيرى على رسلك سير الآمن سير رداح ذات جأش ساكن
أبلى بلائي واخبري وعائني