/ صفحه 381 /
النواسخ منه) والعامل الضعيف؛ كحروف النسخ الملحقة بكان (مثل ما، وإنْ،...) والذي يكون قويا حينا وضعيفا حينا آخر على حسب المناسبات والملابسات، كأن الناصبة مظهرة ومضمرة بغير أن تسبقها اللام ثم بعد أن تسبقها اللام، والعامل الذي يصلح ان يكون مفسراً والعامل الذي لا يصلح... ولكل أحكامه وآثاره وخصائصه التي تتفاوت بحسب قوته وضعفه، وحذفه وذكره، ونوعه (ألفظي هو أم معنوي؟)... فليست المسألة اذاً مقصورة على حركة يجلبها العامل معه، أو يستدبل بها غيرها، وإنما تمتد إلى أثره في تكوين الكلمة، وتركيب الجملة، وبلاغة الأسلوب، فيباح لعامل مالا يباح لغيره، ويمنح واحدٌ ما يحرم على سواه؛ من حذف أو ذكر، وتقديم بعض الكلمات عليه، وتأخير بعض آخر، وإيجاب ذلك، أو جوازه، وتأويل ما يخالف ذلك ولو جاء في القرآن الكريم، والحديث الصحيح، وتأويله أو الحكم عليه بالشذوذ أو الضعف أو عدم القياس عليه ان جاء في كلام آخر عربي فصيح... و... و... إلى غير ذلك من ألوان التحكم المفسد، والتقييد الضار، لا لشئ إلا للخضوع للعامل الذي صنعناه بأيدينا، ونسينا أننا خلقناه؛ فقدسناه، وأحَطْناه بهالة من الجلال والإكبار أنْستْنا أصله والغرض منه.
لا يعنينا من العامل أن يكون هو المتكلم أو هو المعنوي أو هو اللفظ ظاهراً أو مقدراً أو محذوفا؛ فذلك أمر سطحي شكلي بحت، وربما اقتضانا الانصاف وحب التيسير ان نميل إلى جانب العامل المعنوي واللفظي، وننصرف عن العامل " بمعنى المتكلم "؛ ذلك أن العامل اللفظي والمعنوي يسهل على المستعرب ومتعلم اللغة، والناشئ فيها ـ أن يرى العامل إن كان حسياً، ويدركه إن كان معنويا؛ فيضبط كلماته وألفاظه وفاق ما يحس ويدرك في سهولة وخفة. يرى الفعل أمامه فيعلم أنه يتطلب فاعلا مرفوعا، وقد يتطلب مفعولا أو أكثر، ويرى الاسم بعد الفعل فيضبطه مرفعوعا أو منصوباً بحجة أنه فاعل أو مفعول... أو... أو... ويرى حرف الجر والمضاف فيعرف أن كلا يحتاج إلى مجرور فيجر الاسم بعدهما، ويرى المبتدأ أو المضارع فيبادر إلى رفعهما... وهكذا. فوجود العامل يسهل على المتكلم