/ صفحه 372/
وسمع الحسن البصري رجلا يقول: طلع سهيل وبرد الليل، فكره ذلك، وقال: إن سهيلا لم يأت بحر ولا برد قط.
وقال ابن عباس: لا تقولوا: والذي خاتمه على فمي، فإنما يختم الله ـ عزوجل ـ على فم الكافر.
وقالت عائشة رضي الله عنها: قولوا لرسول الله: خاتم النبيين، ولا تقولوا: لا نبي بعده.
قال الحافظ ـ تعليقا على ذلك ـ: فإن لم تكن ذهبت إلى نزول المسيح (عليه السلام) فلا أعرف له وجها، إلا أن تكون أرادت لا تغيروا ما سمعتم، وقولوا كما قيل لكم، والفظوا بمثله سواء.
وقال ابن مسعود وأبو هريرة: لا تسمّوا العنب الكرم، فإن الكرم هو الرجل المسلم. وقد رفعوا ذلك إلى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
وقد ترك الناس مما كان مستعملا في الجاهلية أموراً كنيرة. منها: أبيت اللعن للملك، أو السيد المطاع، وأنعم صباحا وأنعم ظلاما، وصاروا يقولون: كيف أصبحتم وكيف أمسيتم، ومنها تسميتهم للخراج إتاوة، وقولهم للرشوة ولما يأخذه السلطان الحملان والمكس، وقولهم لقوَّام الملك: السدنة.
* * *
الجرب:
كان فتيان الشام والعراق وأهل الظرف فيهما يسمون الجرب: حَب الظرف.
قال شاعر في جارية له أصيبت بالجرب في يديها:
يا صروف الدهر حسبي أي ذنب كان ذنبي
علة عمت وخصّت في حبيب ومحسب
دبّ ظرف في يديها حَبُّه دبّ بقلبي
فهي تشكو حَرَّ حَبّ واشتكائي حَرّ حُبّ