/ صفحه 37 /
يتعرض للكثير منها أو لأكثرها، واعتمد على مصادر بعضها لم يؤلف في الأصول، ككتاب تأسيس الشيعة للسيد الصدر، وكتاب أصل الشيعة لكاشف الغطاء، وبعضها وضع في الأصول، ولكنها كتب ابتدائية مختصرة، تعتبر الخطوة الأولى من الأصول عند الشيعة، ككتاب عدة الأصول للشيخ الطوسي المتوفي سنة 460 هـ، وكتاب التهذيب للعلامة الحلي المتوفي سنة 726 هـ (1)، وكتاب المعالم للشيخ حسن المتوفي سنة 1011 هـ. وهذه الكتب كانت في القديم مقررة للتدريس، حيث لم يكن غيرها، ثم أهملت ما عدا كتاب المعالم الذي يبدأ الطالب أول ما يبدأ به تمهيداً وتسهيلا إلى معرفة غيره من المطولات، وتفهم المطالب العالية، والنظريات الدقيقة، ثم ينتقل من المعالم إلى كتاب القوانين للمحقق القمي، أو الكفاية للشيخ كاظم الخراساني، ومنها إلى الرسائل للشيخ الأنصاري، وكتاب التقريرات للمرزا النائيني (2)، هذا، إلى مصادر أخرى، لها أهميتها وفوائدها يرجع إليها الأساتذة، والمحققون، ككتاب الفصول للشيخ محمد حسين، وتقريرات الأنصاري، وكتاب الشيخ عبد الكريم القمي، وحاشية المعالم هداية المسترشدين للشيخ محمد تقي وتبلغ عشرة أضعاف المعالم على الأقل، وحاشية الاشتياني على الرسائل في الأصول العقلية وتزيد صفحاتها على الألفين بقطع النصف، وكتاب حقائق الأصول للسيد محسن الحكيم، وهو أكثر من ألف صفحة، وما إلى ذلك من عشرات الكتب المطولة والمختصرة، وعلى الإجمال فإن نسبة المعالم إلى هذه الكتب كنسبة الأرقام الحسابية إلى علم الجبر، فلقد تطور علم الأصول عند الشيعة تطورا أبعد الشقة بين طرفي البداية والنهاية، وتوصل المتأخرون إلى نتائج لا تصح بحال مقارنتها

ــــــــــ
(1) ذكر الشيخ أبو زهرة في ص 142 أن العلامة الحلي توفي سن 649 هـ، والصحيح ما ذكرناه، وأظن أنه اشتبه بين المحقق الحلي جعفر بن حسن وبين العلامة الحلي تلميذ المحقق المذكور.
(2) في القديم كانوا يصطلحون على ما يلقيه الأستاذ على تلاميذه بالأمالي، واليوم يعبرون عنه بالتقريرات، أي ما أثبته الأستاذ.