/ صفحه 303 /
برجل عظيم لتأتي له بأولاد نجباء ينسبون إلى الزوج من الناحية الشرعية ويحملون اسمه ويعتبرون من أولاده؛ ولكن تتوافر فيهم بالوراثة صفات الرجل العظيم الذي جاءا من مائه. فهذا الرجل لا تربطهم به رابطة شرعية قانونية، وإنما كان يعد مجرد أداة استخدمت في إنجابهم على صورة ما.
وقد أجاز مشرع إسبرطة الشهير: " ليكور غوس " هذا النظام، فأباح للأزواج أن يرسلوا زوجاتهم لعظماء الرجال ليستبضعوا منهم ويحصلوا بذلك على أولاد نجباء. وحث ليكورغوس الشيوخ من الأزواج أن يبحث كل منهم لزوجته الشابة على فتى جميل كريم الخلق لتستمتع به، وعد هذا العمل من أعمال الفضيلة والإيثار ومن الأعمال الوطنية الجليةل إذ يحقق للبلاد نسلا قوياً.
وفي أثيناً كان كثير من عظماء الرجال أنفسهم يعيرون زوجاتهم لغيرهم. وقد أعار سقراط نفسه زوجته جزانيتب XANTIPP إلى " أليسياب " AIIGIABE.
وقد جاء في حديث عائشة عن النكاح في الجاهلية ما يدل على أن هذا النظام كان متبعاً عند العرب قبل الإسلام، وذلك إذ تقول: " كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلى إلى فلان فاستبضعي منه. ويعتز لها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه. فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد. فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع (1) ". ويظهر من هذا النص أن ألأمر كان يتم برغبة الزوج بل بأمره؛ وأنه كان يفعل ذلك حرصاً على نجابة أولاده؛ ولذلك كاني جعل الزوجة تستبضع من عظيم من عظماء القوم حتى يرث الولد صفاته فيكون موضع فخر للزوج؛ وأن هذا الولد كان يعتبر ولداً للزوج الشرعي لا للعظيم الذي جاء من صلبه.
وقد أجازت قوانين مانو (وهي الشريعة التي تقوم عليها الديانة البرهمية في الهند) للمرأة أن تتصل بزوج أختها إذا كان زوجها هي عقيما لتأتي لزوجها بأولاد.
وفي بعض المجتمعات كان يتحتم أو يجوز أن يدخل على العروس قبل أن تزف

ــــــــــ
(1) المرجع نفسه المذكور في التعليق الأسبق.