/ صفحه 287/
قال شيخي
لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد محمد بريري
ــــــ
وقالوا لها لا تنكحيه فإنه لأول نصل إن يلاقي مجمعاً
فلم تر من رأى قتيلا وحاذرت تأيمها من لابس الليل أروعا
تقدم اليها خاطباً فرجعت إلى ذويها تسألهم ماذا يرون؟ فقالوا: كلا لا تتزوجيه. فهو هامة اليوم أو غد مطلوب بثارات كثيرة. فحينه لابد حائن. أفتريدين أن تصبحي عروساً أيما؟ نصحوا لها فانتصحت. وردت لابس الليل هذا الأروع الذي يرى أنها أخطأت فلم تتبع أحسن الرأى.
قلت: بل رأت عين الصواب. فخطل الرأي أن تضرب خباءها على رجل روحه ليس ملكا خالصاً له. وإنما فيه شركاء متشاكسون. كل منهم يدعيه. فأما هي فليس لها إلا الجثة الهامدة تدعيها إن شاءت.
قال: رويدك بعض غلوائك. فما كانت المقادير لتجري وفق مشيئة الموتورين. أولئك الذين ودوا لو كان لتأبط شراً ألف روح يزهقونها ثم يعيدونها إلى الوجود ليزهقوها مرة أخرى. فلست أشك ان حقدهم عليه كان عنيفاً إلى درجة إبطال العفو وإلغاء الرحمة. وكل إحساس أو شعور يمكن أن تتضمنه الإنسانية حسب مفهومها الان. إن المقادير تجري في اعنتها. وفق قضاء الله سبحانه وتعالى وبمقتضى حكمته. وقد تكون واتراً يتطلب دمك آلاف الناس. ولكنك مع هذا تغدو وتروح ما شاء الله من السنين تلو السنين. لا يلحقك مكروه، ثم تموت على سريرك. وقد تكون بريئاً لم تجن على أحد، معافي في بدنك. لا مرض يقلقك ولا هم يؤرقك فتأخذك سكتة قلبية أو إصابة عرضية. ما كنت لها غرضا في ظاهر الأمر وإن كانت لك قدراً مقدوراً