/ صفحه 285/
ثوب مصوون... وقد قرر ابن جني (1) وغيره (أن الناطق على قياس لغة من اللغات مصيب غير مخطئ).
* * *
كيفما دار الأمر في القياسي والسماعي فالأخذ فيه برأي القدامى مرهق معوق بل مضلل يقف سدا بين اللغة والانتفاع بها على خير الوجوه وعلى حسب مقتضيات الأزمان. والرأي السديد ـ فيما أقدر ـ هو أن نجيل الفكر في الأنواع الأربعة التي عرضها ابن جني فنرى نوعين منها ليسا موضع اختلاف وإنما هما موضع الاتفاق التام بينه وبيننا وأعنى بهما النوع المطرد في القياس والاستعمال والنوع المخالف للقياس والاستعمال؛ حيث يجوز محاكاة الأول واستعماله، وتمتنع محاكاة الثاني، واستعماله كذلك. بقي النوعان الآخران، وفيهما يقع الخلف بيننا وبينه، وفي تهذيبهما وحسن التصرف فيهما توسعة وتجديدٌ وتيسير يفيد اللغة وطلابها، ولا يجر في أذياله ضرراً ولا إساءة:
أ ـ فأما النوع المطرد قياساً لا استعمالا فنذهب فيه مذهب أشباهه ونرده إليها سواء أكان العرب قد سبقونا للرد أم لم يسبقوا فنقول: أبقلت الأرض فهي مبقل ومبقلة. ونقول ودعت اللص للشرطي ووذرته بمعنى تركته، لا نسأل أقال العرب ذلك ام يقولوا ما دام النمط العربي يقضي بأن اسم الفاعل من غير الثلاثي على وزن المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر الآخر ونزيد آخره التاء للتأنيث ما دامت هذه التاء تزاد آخر المشتقات إلا ما استثنى منها، وليس من المستثنيات " مبقل " وأشباهها، ونأتي بالماضي للفعلين يدع ويذر جريا على نظائرها في النط العربي أيضاً، وبهذا نستريح راحة مزدوجة:
1 ـ إذ لا نكلف أنفسنا عناء الأقاويل، والآراء الكثيرة ا لتي يؤيد بعضها وجود تلك الأشياء الناقصة قبلاً، ويمنعها بعض آخر، ويحكم عليها ثالث بأنها ماتت ثم يبرز الخلاف مرة أخرى حول اللفظ الميت: أيجوز استعماله أم لا يجوز؟ أكان لغة فرد أم لغة قبيلة؟ … ! …! …؟
ــــــــــ
(1) الخصائص ج 1 ص 10؛ وما بعدها.