/ صفحه 270/
في الصفحة السادسة منه في القرآن الكريم ورد: " أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحوراً " سورة الفرقان (8) بنصب (تكونَ)، وهذا غلط صراح، والصواب رفع (تكونُ) لأنها معطوفة على (يلقى) المرفوعة، ويقتضي المعنى ذلك دون ارتياب، قال أبو حيان: " ولا يجوز النصب في أو يلقى، ولا في أو تكون عطفا على (فيكون) لأنهما في حكم المطلوب بالتحضيض لا في حكم الجواب لقوله: لولا أنزل " (1).
واللحن في القرآن الشريف حوب كبير، بالغ في التباعد منه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال أبو الطيب اللغوي: " وقال أبو بكر رضي الله عنه: لأن أقرأ فأسقط أحب اليّ من أن أقرأ فألحنَ " (2).
وحسبنا بهذا النص في الحفاظ على قدسية التنزيه لكتاب الله تعالى من اللحن، فلإسقاط للكلمة أحب من الغلط فيها.
2 ـ قواعد اللغة العربية (الجزء الثالث):
في الصفحة التاسعة والأربعين بعد المائة جاء ضمن تمرينات في البدل المطابق ـ التمرين الخامس ـ ما يأتي: " أول من سمى وزيراً في الإسلام أبو حفص سلمة الخلالَّ، وزير أبي العباس السفاح مؤسس الدولة العباسية ".
وفي هذا التمرين مثالان للبدل المطابق، إلا ان الأول لا يتفق مع التاريخ وذلك للقلب فيه بين الإسلام والكنية، فإن اسم الوزير: حفص، وكنيته أبو سلمة، فالصواب في هذا المثال: أبو سلمة الخلال حفص.
ولأبي سلمة الخلال ترجمة ضافية في وفيات الأعيان حرف (الحاء).
وكان هذا الوزير ذا يسار ونجدة، أنفق أموالا باهظة وتجشم مشاق الأسفار

ــــــــــ
(1) تفسير البحر المحيط (6: 483).
(2) مراتب النحويين ص 5 ونقل عنه المزهر (النوع الرابع والأربعين معرفة الطبقات الخ) ـ (2: 246) نعم روى هذا التحذير عن الشعبي في معجم الأدباء (الفصل الأول في فضل الأدب) ـ (1: 89) طبع دار المأمون.