/ صفحه 175/
سواء على هذا خبراً مقدما ولا مبتدأ، وليس تقرير الكلام قيامكم أو قعودك سواء، ولا سواء عليّ قيامك أو قعودك، ولكن تقديره: الأمران سواء، فسواء إذّا خبر مبتدأ محذوف. وهذه الجملة تدل على جواب الشرط المحذوف (1).
على أن صاحب المغني يذكر أن من معاني (أو) الشرطية، نحو لأضربنه عاش أو مات، أي إن عاش بعد الضرب وإن مات، ويذكر كذلك أنها موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء، وهو الذي يقوله المتقدمون. وقد تخرج إلى معنى بل، والى معنى الواو (2).
ويتعقب الرضى إعراب الجمهور سواء خبراً مقدما، وما بعدها مبتدأ مؤخراً في نحو: سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم، فيقول: التسوية إنما تكون بين شيئين، فلذلك يأتون في التقدير بالواو، مع أن الذي في اللفظ (أم)، وهي لأحد الشيئين، لا للجمع بينهما. وأعرب سواء خبر محذوف، والمعنى على الشرط والجواب، أي إن استغفرت لهم أم لم تستغفر، فالأمران سواء، لا ثمرة فيهما (3). فالهمزة على هذا بمعنى إن الشرطية؛ لدخولها على ما لم يتيقن، وحذف جوابها للدلالة عليه، وأتى بها لبيان الأمرين (4).
وأما قول ابن خالوية: ليس في كلام العرب واحد يوصف بالجمع، إلا الستة التي أحصاها، وقصر الحكم عليها، فقول يعوزه فضل دقة، ومزيد استقراء. فهنا مما لم يذكره: نطفة أمشاج (5)، وثوب أقطاع (6)، وبردة أخماس (7)، وإناء أصفار (8)، وحبل أرمام (9)، ورمح أقصاد (10)، وحبل أحذاق(11).
قال تأبط شرا:
إني إذا خلة صنت بنائلها وأمسكت بضعيف الوصل أحذاق (12)
ــــــــــ
(1) تعليق الفرائد للدماميني (مخطوط).
(2) المغني: 1: 60.
(3) المغني: 1: 60.
(4) حاشية الخضري على ابن عقيل: 2: 57.
(5) مختلطة.
(6) مقطوع.
(7) خمسة أذرع.
(8) فارغ.
(9) يال.
(10) مكسور.
(11) متقطع.
(12) خلة: صديق للمذكر والمؤنث، والمثنى والجمع.