/ صفحه 161/
فإنها قد بنيت مرات مرات كما هو معلوم وكان البناة في كل مرة يحافظون على معالمها القديمة حيث أمكنت المحافظة عليها وقد تعذر عليهم أن يحافظوا على إبعاد جوانبها لدخول الحجر (بكسر الحاء) فيها تارة وخروجه منها تارة أخرى ولكنهم حافظوا على ارتفاعها كما جاء في أكثر الروايات وارتفاعها الآن سبع وعشرون ذراعا أو خمسة وعشر مترا ولن تكون الخمسة عشر متراً سبعاً وعشرين ذراعاً إلا إذا كان الزراع بالمقياس المقدس عند قوم إبراهيم لأنه كما حققه الأستاذ (جريفس) الخبير المتخصص في المقاييس الأثرية يزيد على واحد وعشرين قيراطا (بوصة) وثلاثة أرباع القيراط ويقاس بالتقريب عند مضاهاة الأبنية القديمة التي قدرت بالزراع.
" هذه القرائن المتجمعة يجب أن تستوقف نظر الباحث المنزه عن الفرض وتجعله يعلن أنه من الخطأ أن يقال إن الروايات عن بناء الكعبة تلفيق من اليهود لإرضاء العرب والتقريب إليهم بتوحيد النسب بينهم والارتفاع بنسبهم جميعاً إلى جدهم إبراهيم فإن نسبة العرب إلى إسماعيل بن إبراهيم مكتوبة في سفر التكوين.
* * *
وبعد فموعدنا مع المستشرقين في العدد القادم لنناقشهم موقفهم من أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).